كيف حوَّلت الأحزاب برلمان "الشعب" إلى "فيرمات عائلية"!! اللائحة الكاملة للشبكات العائلية والوراثية للمناصب النيابية

كيف حوَّلت الأحزاب برلمان "الشعب" إلى "فيرمات عائلية"!! اللائحة الكاملة للشبكات العائلية والوراثية للمناصب النيابية

تنفرد «الوطن الآن» بنشر الشبكات العائلية للمناصب النيابية كيف حوّلت الأحزاب برلمان «الشعب» إلى «فيرمات» عائلية! بقدر ما هناك تطور إيجابي في النصوص المؤطرة للعمل البرلماني المغربي، بقدر ما يشكل المغاربة صورة بئيسة عن مؤسستهم التشريعية، وعن الوضع الاعتباري للنائب البرلماني في المغرب. ويعود ذلك إلى جملة أسباب من أبرزها بكل تأكيد ضحالة المنتوج التشريعي وبطء وتيرته وضعف جودته، وارتباك وتعطل وظيفة مراقبة العمل الحكومي، وتشوش الفكرة لدى المواطن البسيط حول الدور الحقيقي للبرلماني الذي قد يفهم من وجوده مجرد الهزل وتبادل السب والشتم كما تنقل ذلك شاشات التلفزيون أسبوعيا، خاصة بعد تطور وسائل الاتصال التكنولوجية، وانخراطه في إبداء الرأي في الشأن العام من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. كما أن صورة البرلماني قد اهتزت مؤخرا على خلفية النقاش الدائر حول تقاعد البرلمانيين، وإمعان بعضهم في الدفاع عن هذا المكتسب نكاية في الوطن والمواطنين.

إضافة إلى كل ذلك توصلنا، عبر عمل استقصائي، إلى أن من الأسباب كذلك ما يعود إلى المنشأ الاجتماعي والأسري لأغلب النواب، والذي يكشف عن معطيات ذات دلالة بليغة لعوامل منشأ العطب في الممارسة السياسية.

فالنواب المتحدث عنهم لم يصلوا، بالضرورة، إلى قبة البرلمان عبر سيرورة سياسية ممتدة، حزبية مثلا، أو عبر استحقاق يتوج سنوات من البحث الأكاديمي، أو من العمل داخل المجتمع المدني، أو من خلال الاحتكاك بنبض الشارع. ولكنهم وصلوا، في الغالب، إلى ذلك مسنودين بشبكات عائلية، بعضها وجدت أصوله في البرلمان منذ نشأ العمل التشريعي المغربي. ومن ثم يكون من المفيد لفهم شروط ممارسة السياسة، وضمنها خلفيات وممارسات العمل التشريعي، الانتباه إلى هذا المعطى السوسيولوجي في بروز وتشكيلات وصناعة النخب المغربية، وفي احتكارها من طرف فئات اجتماعية نافذة، محدودة العدد لكنها قوية التأثير، ذلك أنها اقتحمت فضاء السياسة بعد أن احتكرت العمل الفلاحي أو قطاعات العقار أو التجارة أو الصناعة أو القرب من مركز القرار، أو غيرها من مناحي النشاط الاجتماعي.

ومن خلال هذا الحضور الأخطبوطي المتأصل للعائلة في المشهد السياسي نفهم لماذا تضيق مسالك النخب في مشهدنا السياسي والبرلماني على وجه أخص؟ ولماذا تضعف أو تتكسر و«تتبهدل» صورة البرلماني في حياتنا العامة؟ ولماذا يتوارى أثر مجلس النواب التشريعي والرمزي يوما بعد يوم؟

هذا الملف مدخل لمقاربة واحدة من معضلات السياسة والسياسيين في مغرب اليوم، ومدخل للوقوف على أحد كوابح المشاركة السياسية التي تحول دون انخراط طوعي للأغلبية من المواطنين في العمل السياسي مادامت الحكومة والبرلمان والمناصب السامية حكرا على «سلالة» واحدة تحولت معها المؤسسات إلى «فيرمة عائلية» يمثل فيها الأب والأم والأخت والزوجة والابن والصهر وحتى «الصاحبة»، أما أفراد الشعب العاديين فدورهم هو التزكية والتصويت على «ممثلي الشعب» في «الفيرمة البرلمانية».

ومن صور هذا الامتداد العائلي يمكن الإشارة إلى أن النائب عبد الكريم اكديرة هو أخ أحمد رضا كديرة، والنائب أحمد بنسالم العياشي هو زوج بنت أحمد رضا اكديرة، في حين أن النائب فريد شبيشب هو زوج بنت أحمد رضا اكديرة، كما أن النائب محمد زيان سابقا هو زوج بنت أحمد رضا اكديرة. وبالنسبة للنائب عبد الرحمان الخطيب فهو أخ عبد الكريم الخطيب، والنائب مولاي إسماعيل العلوي هو ابن أخت عبد الكريم الخطيب. يضاف إلى هذا كون النائب سليمان الدرهم هو أخ حسن الدرهم، ودحمان الدرهم هو أيضا أخ حسن الدرهم، والنائبة رقية الدرهم ليست سوى بنت أخ حسن الدرهم.. والقائمة تطول..

تفاصيل أوفى تطلعون عليها في عدد أسبوعية "الوطن الآن" المتواجد حاليا في الأكشاك

عبد الحي بنيس