لم يكن أحد يعلم يوم الثامن من ماي لسنة 2003، أن الأمير المولود في هذا الموعد سيدفع بالمغرب حتى يكون صلب أحاديث الإعلام الدولي وهو في سن 12، ويصنف كأصغر ولي عهد في العالم، بل ومن أكثر الأمراء مشاركة في الأنشطة، إن الرياضية أو الفنية أو حتى السياسية.
هكذا بدأ "سميت سيدي" مشواره الدراسي:
إن، وكما هو مكشوف، ولي العهد الأمير مولاي الحسن، الذي استطاع ألا يترك سنة 2015 تمر دون أن يجبر مختلف المنابر الدولية على الخوض في مسيرته، وإن مازال في مرحلة الطفولة، حتى أنه تفوق على العديد من أمراء باقي البلدان لطبيعة كاريزميته التي فرضت نفسها منذ أن قام يوم الـ 25 من شهر أكتوبر 2008 بزيارة ملتقى أسبوع الفرس في مدينة الجديدة، ولفت بطريقة مشيته ومعاينته للفضاءات والأروقة أنظار المتتبعين الأجانب قبل المغاربة. كان ذاك بعد أن ظهر، وقبل أيام فقط، رفقة الملك محمد السادس والأميرة للاسلمى بمناسبة دخوله المدرسي الأول بالمدرسة المولوية. وقتها التقى زملاء الفصل ليكون أول تصرف بادر إليه هو تعليق كلمتي "سميت سيدي" على السبورة باعتبارها اللقب المنادى به على أولياء العهد داخل الأسرة الملكية.
ومن ثم ابتدأ المشوار الجديد من حياته بتلقي الدروس من الساعة الثامنة صباحا وإلى غاية السادسة مساء، بعد استظهار سورة قرآنية بمجرد استيقاظه من النوم وحتى قبل تناوله وجبة الفطور. كل هذا تحت مراقبة فعلية لوالده الملك، وهو الذي يصر على أن يعامل ابنه كسائر زملائه دون تمييز، اللهم ما تفرضه الأعراف الموجبة لاحترام الأمير.
ملك المستقبل وأول وسام في سن الـ 12:
كان الأمير مولاي الحسن، كما يزال، يتلقى تكوينه بـ 45 ساعة في الأسبوع، من يوم الاثنين إلى غاية يوم السبت الذي يتميز بمشاهدة أحد الأفلام المنتقاة بدقة، هذا فضلا عن دروس التربية البدنية والفنية وممارسة هوايته في اللعب الإلكتروني. أما باقي الأيام، فيخصص له كما لرفاق الحجرة الدراسية دروس تجمع ما بين تعلم اللغات وخاصة الفرنسية والإنجليزية والإسبانية، وما بين مواد التاريخ والجغرافية والرياضيات والعلوم والفلسفة، وطبعا القرآن الكريم والتربية الإسلامية.
الملك محمد السادس يتوسط ابنه ولي العهد الأمير مولاي الحسن والأمير مولاي رشيد
وبدون شك، سيظل يوم الـ 14 من يونيو 2009 راسخا في أذهان متتبعي خطوات الأمير لما تميز به من سماعهم، ولأول مرة، صوت ملك المستقبل، وهو يلقي خطابا بمناسبة حفل نهاية السنة الدراسية بين أيدي والديه. فنفس المناسبة للسنة الدراسية 2011- 2012، كانت الأبرز حين كشف عن قدرات فنية عالية من خلال أدائه لأغاني ومشاهد باللغة الإسبانية عبر مسرحية بعنوان "رحلة إلى إسبانيا"، بجانب أخرى باللغة العربية حملت عنوان "عائد شهير"، وثالثة باللغة الفرنسية "حديقة الكلمات".
وليس هذا فحسب، بل سرعان ما أخذته قوة شخصيته إلى مرافقة الملك محمد السادس في العديد من الأنشطة بلغ رقمها 33 نشاطا موزعا ما بين الثقافي والرياضي والاجتماعي والديني خلال الفترة الممتدة ما بين 18 فبراير 2010 و18 أكتوبر 2015. حتى أنه تسلم وساما من الرئيس التونسي منصف المرزوقي في ماي 2015 بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها رفقة الملك وزوجته لهذا البلد.
عفوية طفولية داخل القصر واتزان "القادة" أمام الكاميرات:
على الرغم من أن الملك محمد السادس سبق له أن قال بأنه لا يريد أن يكون ابنه صورة مطابقة له أو نسخة منه، وإنما بشخصية خاصة، فإن الأمير الصغير، وبحسب الكثير من الملاحظين، يتميز بشبه كبير لجده الملك الراحل الحسن الثاني، سواء في نظراته الحادة أو حركاته الدالة وأيضا سكناته الناطقة. بل حتى حيويته في حياة القصر تلتقي في جوانب كثيرة بما كان ينفرد به جده في طفولته، حيث التنقل بكل عفوية وانطلاق وفضول طفولي، إنما بالمقابل الحرص على الاتزان والظهور بمظهر الشخص الصارم كلما كان قبلة كاميرات المصورين أثناء اللقاءات الرسمية.
الأمير مولاي الحسن في طفولته رفقة والديه الملك محمد السادس والأميرة للاسلمى