تعبئة أمنية مضاعفة تتفوق لحد الآن في تطويق أي انفلات محتمل

تعبئة أمنية مضاعفة تتفوق لحد الآن في تطويق أي انفلات محتمل

جرت العادة أن يتميز موعد الاحتفال بحلول رأس السنة، ومنذ أعوام، باتخاذ إجراءات أمنية خاصة. وذلك من أجل قطع الطريق عن أي اصطدامات قد يكون وراء حدوثها هذا السبب أو ذاك. إنما هذا العام، ونظرا لميزة ظروفه الأمنية إن على الصعيد الدولي أو الإقليمي، لوحظ حرص وحذر شديدين بلغا حد ضعف منسوب ما ألفه المواطن من الجهات الأمنية المغربية، التي انخرطت بجميع تلويناتها في ضمان مرور هذه المناسبة بأحسن الأحوال.

ولهذا الهدف تمت الاستعانة بحوالي 100 ألف عنصر أمن من بينهم طلبة بمعاهد التكوين، مع التركيز بشكل أدق على المدن السياحية وعلى رأسها مدينة مراكش التي صدرت بها أوامر تخص أصحاب الفنادق المصنفة والملاهي على أساس أن يبذلوا قصارى جهودهم في تكثيف سبل الأمن، حتى أن هناك عقوبات تنتظرهم حالة التقصير في هذا الجانب.

أما على مستوى مدينة الدار البيضاء ، فإنه وكما عاينت "أنفاس بريس"، تمت تعبئة شتى أنواع التصنيفات الاحترازية التي تقول مصادر مطلعة بأن مجموع أفرادها بلغ 35 ألف، بمختلف الأماكن وتحديدا الحساسة منها، منذ الساعات الأولى لما بعد منتصف اليوم، فضلا عن تثبيت "باراجات" إضافية. الأمر الذي لقي استحسانا كبيرا من قبل ساكنة المدينة وزوارها. بدليل أنه ولحد اللحظة لم يسجل أي انفلات، بل على العكس من ذلك تباشر التعليمات بتطبيق متناهي ومتحكم فيه. في إشارة إلى تأكيد الاعتراف الدولي بنجاعة الخطط الأمنية المغربية، ومدى قدرتها على احتواء كل ما من شأنه أن يعكر صفو الأجواء.

وبحدث هذا في الوقت الذي يعيش فيه العالم وتعيينا الدول الأوربية حالة خوف وتوجس كبيرين من حدوث وقائع إرهابية هذه الليلة، حتى أن معظمها اتخذ قرارات الاحتفال بدرجات محدودة إن لم يتم منعها بالكامل. ولعل من تداعيات ذلك لجوء الكثير من مواطني تلك البلدان إلى المغرب من أجل توديع سنة واستقبال أخرى على أرض تحرم التعايش السلمي مع كل ما يقلق طمأنينة الواطئة قدمه عليها.