مازالت الصور الساخرة تتناسل في مواقع التواصل الاجتماعي عن فضيحة وزيرة "22 ساعة" حكيمة الحيطي التي نالت حصتها من التعاليق الساخرة على غرار زميلتها وزيرة "جوج فرنك" شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء. والمضحك أن لا وزارة الحيطي ولا وزارة أفيلال فرعان من وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، ومع ذلك خلقتا الحدث. تنافس الوزيرتين المنتدبيتين لدى وزير الطاقة عبد القادر اعمارة كانت في منسوب الفضائح، في الوقت الذي كان ينتظر المغاربة العمق الفكري وفلسفة الوزيرتين في تدبير قطاعي البيئة والماء. لكن كما يقول المثل الشعبي "لمن تعاود زابورك يا داود".. الحيطي ولا أفيلال ولا حتى كوكوس يمثلن سلالة جيل زمن المناصفة والنساء المسؤولات عن قطاعات حساسة.. الأولى والثانية وزيرتان والثالثة على رأس قطاع شبيبة حزب البام الذي يدير خمس جهات كبرى بالمملكة ويتقاسم مع "البيجيدي" رئاسة أغلب مقاطعات وبلديات المملكة، وهو الحزب الأقرب من منافسة حزب بنكيران في الانتخابات التشريعية المقبلة. لكن الظهور الإعلامي لهؤلاء القياديات الثلاث وفي فترات زمنية متقاربة أصاب المواطنين بنوع من الصدمة القريبة من المأساة.. هي مأساة أن ينجب القطاع النسائي مثل هذه "الفصيلة" و"المخلوقات" السياسيات اللواتي أدخلن الشك والريبة في نفوس المواطنين في حق النساء بقانون المناصفة.... "هاذشي هو راس الحانوت؟" بهذه السخرية السوداء يعلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
حكيمة الحيطي التي كنا ننتظر منها أن تداوي الجراح التي أحدثثتها وزيرة "جوج فرنك" في جسد الحكومة المعتل أصلا، ويكفيه ما يكفيه من "العاهات" السابقة و"الفضائح" التي شككت في عطاء وأداء معظم وزراء بنكيران، تفاجئنا (أي الحيطي) بتصريح في غاية الغرابة، ومصدر الغرابة في إعلان أكبر "كذبة" في تاريخ وزراء حكومة المغرب وحكومات العالم. فلا نتذكر أن وزيرة ما في أعتى الحكومات فسادا تتجرأ وتجهر أمام الملأ أنها تنام ساعتين وتشتغل 22 ساعة، حتى لو كان ذلك على سبيل بلاغة المجاز. ولم تنتظر الحيطي الرد طويلا وتفاعل المواطنين مع تصريحها، وأبدعوا في الرد وكان بليغا مثل بلاغة تصريحها... "معطّلوهاش".
الوزيرات والوزراء اليوم، وفي البيات الشتوي لمعارضة "آخر ساعة"، أصبحن أو أصبحوا أمام معارضة شرسة ومحاكمة علنية وواقعية لأدائهن أو أدائهم الحكومي عبر المنصات المختلفة لمواقع التواصل الاجتماعي "أمولا نوبة".... هذا فقط غيض من فيض، ومازالت حكومة العجائب التي يرأسها الرئيس "الأعجوبة" عبد الإله بنكيران تفاجئنا بالفرجة المضحكة.
"فاقد الشيء لا يعطيه"... وهذا فعلا ما وقع لأوزين والكَروج والخلفي والشوباني وبنخلدون وعمارة ومبديع والوفا والوردي والداودي وأفيلال والحيطي... "خزّان" من الفضائح هم أبطاله. الوزير الذي لا يستطيع أن ينقذ نفسه من سؤال بسيط، كيف يستطيع أن يجد حلولا للمشاكل الحقيقية للبسطاء من المواطنين؟ الوزيرة التي تفتقد أهم "جواز مرور" يؤهلها للاستوزار وهو بلاغة التواصل ودبلوماسية الحوار، لن ننتظر منها غير زيادة درجات الضغط وتشنج عضلة المخ.
نستعير من حكيمة الحيطي رثاءها لزميلتها وزيرة "جوج فرنك" وهي تقول "حالتها مسكينة الله للي عالم بيها؟"... يا الحيطي كان ينبغي أن توفري لنفسك هذا الرثاء العميق الدلالة.
تصبحين على خير أيتها الوزيرة التي لا تنام إلا ساعتين، لاشك أنك في هذه اللحظة "تتوسدين" ملفا من ملفات "النفايات" التي جعلتك رائحته لا تنامين؟!