حتى لا تتحول الناظور إلى منصة لقصف الموروث الديني للمغاربة

حتى لا تتحول الناظور إلى منصة لقصف الموروث الديني للمغاربة

ماذا يحدث بالمجلس العلمي بالناظور؟ هل تحول إلى قاعدة خلفية للتيارات السلفية المتشددة؟ وما سر خروج ثلاثة من أعضائه عن الإجماع الوطني ومذهب الإمام مالك؟ وهل صادقت وزارة الأوقاف على "شطحات" الأئمة الثلاثة من المجلس العلمي المذكور بمناهضة سنة الاحتفال بعيد المولد النبوي على عكس ما جرت به العادة بالمغرب منذ قرون؟ بالنظر إلى أن عيد المولد النبوي ليس عيدا لإعمار المساجد والإكثار من ذكر الله فقط بل هو أيضا مناسبة لإشاعة الفرح والاحتفال بذكرى سيد المرسلين، نبينا محمد (ص).

إن التحركات المنسوبة لعلماء من قلب المجلس العلمي للناظور يعتبر مؤشرا أسود على اعتبار أن مناهضة موروث المغاربة كانت تتم من طرف سلفيين يوجدون على الهامش. أما اليوم فهناك اختراق للسلفيين المتزمتين لمجالسنا العلمية ويستغلون مواقعهم ليس للدفاع عن ثوابت المغرب المذهبية بل يروجون لأباطيل مشرقية لا سند شرعي لها. وهذا ما ينهض كحجة لمساءلة الدولة في المراهنة على السلفيين.

التمسح بثوابت التدين المشرقي وبأعتاب فقهاء الوهابية الطاعنين في التطرف هو ناقوس خطر يقرع أبواب مدن الريف والشمال، والدليل ما يحدث في المجلس العلمي بالناظور، وأصوات الفقهاء المرتفعة من داخل أسواره المطالبة بالحجر على الأعياد الدينية التي ورثناها من السلف الصالح.. أصوات تدين بالولاء إلى فقهاء الجزيرة العربية التي حولوها إلى جزيرة "خفافيش" و"بوم" و"غربان". والغريب في الأمر أن هذا المجلس الذي كان الأحرى به أن يحارب رياح التطرف القادمة من بوابة الشرق ومن مليلية، أصبح مضخة للسلفيين: بنزينها هذه الأصوات النشاز التي تشكك في موروث المغاربة الديني وتهدد أمنهم الروحي، مع العلم أن المجلس العلمي للناظور أصبح ملاذا لكل الأئمة المغضوب عليهم بالمغرب، ويمنحهم "صكوك الغفران"، وتزكيات الصعود إلى المنابر للتطاول لزعزعة عقيدة المغاربة وتقويض تعاليم المذهب المالكي والطريقة الأشعرية الضاربة في القدم.