مصطفى المنوزي: في الحاجة إلى صراع طبقي صريح خالص من القبيلة

مصطفى المنوزي: في الحاجة إلى صراع طبقي صريح خالص من القبيلة

المعركة اللغوية كجزء من الحرب العالمية التربوية، معركة ينبغي أن تكون ثقافية وعلمية بالأساس وليست إيديولوجية وسياسوية.. فلست من المنافقين، ولا يمكن أن أتخفى وراء قناع متعدد الوجوه.. إنني أنصح أبنائي وبناتي وأولاد أقاربي ورفاقي كي يتعلموا الحقوق والفن والأدب والفلسفة والقانون والعلم والرياضة والحياة بجميع اللغات ما أمكن.. وكلما أتيحت لهم/ن فرصة تعلم لغات إضافية، فذلك مفيد لتنمية الذات والمحيط بالتواصل، وعلى الخصوص النظريات والفكر والمناهج العلمية ينبغي قراءتها وتحليلها باللغة الأصلية التي حررت بها.. فهذا هو الاستثمار الحقيقي، وإلا فالخبز يحصل عليه ولو بالإشارة.

يمكننا أن نتبجح بالحديث باللغة الأم، لغة الوطن أو الأمة، ولكن هل تصل رسالتك المراد استيعابها من طرف غيرك والآخرين الذين لا يفهمون قولك ولسانك؟ فكفى ازدواجية في الخطاب، فأغلب مسؤولي البلاد يسجلون أبناءهم في معاهد التكوين العلمي بالخارج ويضمنون تشغيلهم في مجال المال والاقتصاد والمال بالمغرب، ويتركون الصناديق والغرف والمجالس «المقترعة» لأشباه المثقفين والأميين لاستهلاك المنتوج وامتصاص النقم الناتجة عن سوء التدبير والتخمين واضطرابات أحوال المناخ والطقس والحروب الأهلية.

صحيح أننا لا نلمس ماديا إكراها لغويا ولا حتى ثقافيا، ولكن هناك إحساس دفين بوجود إرادة قوية لاستدامة الاضطهاد الاقتصادي عبر «مرتجلات» المنظومة التربوية. فعدم الاستقرار والنزعة التجريبية وتماهي المسؤوليات الاجتماعية في العلاقة مع الأمن الثقافي الكوني/ الإنساني، كلها بدائل لطاحونة الصراع والاضطهاد، المعروف لدينا في قاموسنا البائد ب «الاستغلال الطبقي، ولاد الشعب في الزناقي»...

ومرة أخرى، وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا، لابد من القول، وبصيغة تتسم بالنسبية النسبية، نحن نعيش تداعيات نفاق اجتماعي، في معركتنا اللسانية، لأن اللغة فكر ومحتوى وليست فقط وسيلة للتواصل والفهم البيداغوجي.. رياء اجتماعي أساسه قبلي يتغدى من هجانة ثقافتنا، التي لم تتحرر من مقتضيات الاستبداد الشرقي ولا من حيثيات الاستعمار الغربي.. فنحن بين الشرق والغرب، نرتع قاب قوسين أو أدنى تحت عقليات «هوية الجنوب» بضم الهاء والجيم بدل نصبهما.