نبش وتدمير قبر وزير خارجية مغربي تغنت به العيطة العبدية

نبش وتدمير قبر وزير خارجية مغربي تغنت به العيطة العبدية

دعا عبد السلام بن عيسى الجهات المسؤولة من سلطات أمنية وإدارية إلى  المحافظة على الآثار والتراث، والإلتفات والعناية بالقصبة التي تتعرض للإهمال والتخريب والسرقة، فضلا عن مطالبة نظارة الأوقاف الإسلامية بمدينة أسفي بالتدخل على وجه السرعة قصد الحفاظ على حرمة الميت القائد عيسى بن عمر وزير البحر والشكاية والذي عاصر ستة ملوك علويين. وقد  جاءت هذه الدعوة بعد اكتشاف التخريب والنبش الذي طال قبره بحثا عن الكنوز في غياب تدخل الجهات المعنية.

يجرنا الحديث عن تعرض قبر القائد عيسى بن عمر العبدي بأسفي بداخل القصبة التي تبعد عن أسفي بـ24 كلم إلى جفر ونبش وتخريب قبره وبعتره عظامه وتدمير محيطه خلال الأسبوع الأخير من شهر نونبر من السنة الجارية، إلى استحضار شخصية الوزير الذي كان يتحمل حقيبة وزير البحر أي بلغة حكومتنا اليوم (وزير الخارجية) ثم وزيرا للشكاية، حيت تتحدث بعض المصادر التاريخية عن غزواته ضمن الرحلات السلطانية ومهامه الحربية لاستتباب الأمن وتقليص قوة ونفوذ بعض القبائل المتمردة  ضد السلطان.

مجموعة من المصادر التاريخية تتحدث عن قوة وحجم جيوشه ومرافقيه من الخدم والحشم والطباخين والعسس والحرس تصل ما بين 5000 و 6000 نفر يقومون بمختلف المهام خدمة للقائد عيسى بن عمر الوزير ولجيشه الذي شارك في كسر شوكة الجيلالي الزرهوني الملقب ببوحمارة ( زمن المحلات السلطانية ) بتازة وسلوان، وقد تناولت هذه الأحداث عيطة سيدي حسن التي من المرجح أن ناظمها كان من بين مرافقي الوزير في هذه المحطة دون الإشارة إلى مهمته.

ومعروف عن القائد عيسى بن عمر أنه أول من ناصر السلطان مولاي حفيظ ضد أخيه السلطان مولاي عبد العزيز بعد وفاة السلطان مولاي الحسن (أحسن أحسن كنتي ما تموتش حتى يسبقوك العديان ) هذا الموقف سيليه موقفا آخرا أكثر جرأة ـ حسب بعض المصادر التاريخية ـ حيث أنه أول وزير سيقدم على تقديم استقالته من وزارة البحر ليتفرغ لمهامه كقائد بمنطقة عبدة انتشر نفوذه إلى أغلب القبائل المجاورة سواء بالقوة أو المصاهرة لأنه كان يدرك حاجة المخزن لشخصه.

أكيد أن عيسى بن عمر القائد قد عاصر ستة ملوك علويين واستطاع فرض شخصيته القوية عبر هذه الحقبة التاريخية الممتدة من فترة المولى عبد الرحمن وابنه محمد ونجله الحسن الأول ومولاي عبد العزيز، ثم المولى عبد الحفيظ والمولى يوسف إلى درجة أنه كان يتحوز على ظهائر سلطانية مختومة على بياض لتمكينه من اتخاذ قرارات في حق قياد جنوب المغرب سواء بالتعيين أو الإبعاد، و شارك في الحملات العسكرية مع الحسن الأول  ولعب دورا مهما وأساسيا في معارك الريسوني والجيلالي الزرهوني، كما قضى على تمرد قبيلة الرحامنة بصفة ساحقة والتي كان يتزعمها الطاهر بن سليمان الدحماني.

فهل مازالت روح خربوشة لكريدة تطارد عيسى بن عمر، أم أن أيادي نهب الذاكرة التراثية وكنوز المنطقة التي دفنت بها مسخرة لطمس معالم عبدة التاريخية؟.