المركب الدولي مولاي رشيد لبوزنيقة يشكو وزارة الشبيبة والرياضة

المركب الدولي مولاي رشيد لبوزنيقة يشكو وزارة الشبيبة والرياضة

"واش هذي كبينة أعباد الله يقضي حاجتو فيها بنادم" ؟ سؤال طرحته عدة فعاليات مشاركة في الجامعة الحقوقية للشباب بالمركب الدولي مولاي رشيد ببوزنيقة والتي نظمتها جمعية الشعلة للتربية والثقافة بشراكة مع المندوبية المكلفة بحقوق الإنسان، مضيفا "حتى الحق في قضاء حاجتك الطبيعية مسلوب منك في مرفق عمومي من المفروض أن يكون فضاء يعكس الصورة الحقيقية لحكومة تتبجح بالتغيير ومحاربة الفساد وضمان كرامة المواطن المغربي". وبنفس حدة الانزعاج والصدمة جراء التراجع المهول الذي طال كل مرافق المركب قالت إحدى المشاركات في فعاليات الجامعة لـ "أنفاس بريس" وهي تستغرب لظروف الإيواء "كيف يستقيم وضع حقوق الإنسان والحكومة خارج التغطية لما يقع من تراجعات بمركب مولاي رشيد يستكشفها النسيج الجمعوي الذي بوأه الدستور مكانة متميزة كشريك في تدبير السياسات العمومية ؟". ويدعمها مناضل حقوقي بطرح قضية الأغطية المتقادمة والبالية "غرف النوم تخنق ببرودتها وأغطيتها المتسخة وجدرانها المتصدع والمتسخ وكأن وزارة الشبيبة والرياضة لا علم لها بهذا المرفق العمومي الذي يحتضن لقاءات وتظاهرات شبابية تنتصر في آخر المطاف للوطن وسيادته وتجني من وراءه مداخيل يومية لا تستثمر في إصلاح مرافقه"؟.

وقد قام موقع " أنفاس بريس" وأسبوعية "الوطن الآن" بجولة عبر كل البنايات والغرف والقاعات والحدائق لاستطلاع واقع حال المركب الدولي بشهادة عدة فعاليات حقوقية وجمعوية ومدنية ووقفنا على تراجع خطير لا يمكن السكوت عليه.. فالقاعتين المخصصتين للمحاضرات واللقاءات تعرفان نقصا حادا على مستوى التجهيزات واللوجيستيك لتيسير مهمة الإطارات الجمعوية والحقوقية التواصلية والتأطيرية ويتجلى ذلك في قلة التجهيزات الصوتية والإليكترونية ورداءتها، وتقادم تجهيزات المطبخ وأواني تقديم الوجبات الغذائية ، أما المرافق الصحية فحدث ولا حرج بحيث أن أغلب المراحيض كراسيها المستعملة مكسرة وحمامات النظافة مهملة استعمرتها الصراصير المعتصمة بأركان سقوفها أما مصابيح الإنارة عبر مجمل الفضاء غير مشغلة وأعطابها كثيرة وقد تتسبب في صعقات كهربائية لضيوف المركب الدولي مولاي رشيد ، والظلام يعم كافة الممرات المؤدية لغرف النوم مما يخلق عدة متاعب ومشاكل للمستفيدين من الإقامة غير المريحة بهذا المرفق العمومي الذي يتآكل أمام أعين الوزارة.

حدائق المركب لا تعرف أي محاولة لحماية الأشجار التي تموت واقفة وتتحسر على الأزبال المنتشرة فوق أرضية العشب الذي أصابه مرض "بوصفير" أما المقصف الذي يعتبر الملجأ الوحيد للشباب للاستعانة بكأس قهوة لمتابعة أشغالهم ففتحه أو إغلاقه لا يخضع لأي مراقبة لتجديد التعاقد مع زبناء المركب، والأخطر من ذلك فالمسبح الذي يتوسط الفضاء يعكس الصورة القبيحة للضمير المهني الغائب حيث ترسبت في أرضيته مياه بنية من شدة التلوث والأزبال المتراكمة فيه دون أن تثير حفيظة القائمين على شؤون المرفق العمومي الذي خصه القانون المغربي بمقتضيات للحرص على جماليته ولعب أدواره، لقد وقفنا على حالة بئيسة لمركب يشهد التاريخ على صفحاته المجيدة في تقديم خدماته للشباب الوافد من مختلف المعمور مرفق تتعرض ذاكرته للمحو وفرض شروط التراجع بطريقة تدريجية بعد أن قدمت وزارة الشبيبة والرياضة استقالتها من مهامها في المراقبة والمتابعة والمحاسبة والمساءلة.

الانطباع السائد لدى عموم شباب المغرب بخصوص حالة المركب الدولي لمولاي رشيد تم التأكيد عليها في إعلان بوزنيقة الحقوقي الذي حمل المسئولية للحكومة في تنزيل مضامين دستور 2011 وربط المسئولية بالمحاسبة، بل أن أغلب الشبات والشباب الذين استقت المنابر الإعلامية وجهة نظرهم طالبوا باستبدال اسم المركب الدولي بـ" مستودع المتلاشيات" بدل مركب مولاي رشيد.