فرنسا، الدولة العظمى، زرعت هي أيضا في مستعمراتها السابقة خلايا نائمة وأخرى يقظة تمنطقت بأحزمة ناعمة يتم تفجيرها عن بعد..! لقد قامت فرنسا بتفخيخ تعليمنا وإعلامنا وثقافتنا وإدارتتا ومجتمعنا المدني، ووضعت عدة ألغام في مفاصلها، يتم تفجيرها عن بعد، وتحدث خرابا وصراعات ومعارك لا تنتهي..! من الذي يدعم الأقلية الفرنكفونية عندنا ويفرضها في مراكز القرار وعلى رأس المشاريع الاقتصادية..؟! من الذي يمول ويضع البرامج ويستقطب للمركز الثقافي الفرنسي الذي كان يعتبره البروفسور المهدي المنجرة أخطر بؤرة استعمارية تهدد هوية المغاربة وقيمهم وثقافتهم؟ من الذي يمول جمعيات لا يعرف المغاربة أسماءها إلا عندما تفاجئهم برفع شعارات "الحرية الجنسية" أو حقوق الشواذ أو الأكل العلني في رمضان أو حقوق الأمهات العازبات والعاملات في الجنس؟! من الذي زرع حزاما ناسفا في تعليمنا يعيد معركة التعريب إلى نقطة الصفر؟ من الذي جاء بالحاجة سميرة سيطايل لتقدم إنتاجا إعلاميا يصنع الميوعة داخل بيوتنا؟ من الذي زرع آل عيوش في ثقافتنا يفجرون ويفجرون (بتثقيل الجيم وتخفيفها) في نسائنا وبناتنا، حتى هددت خريجة مدرستهم الساقطة لبنى أبيضار ملك البلاد ورئيس حكومتها إن هما لم يستقبلانها في أقل من 48 ساعة؟! من أين جاءت هذه العاهرة بكل هذه القوة والشجاعة لولا أنها تعلم أن ماما فرنسا وراءها؟ من زرع الحقوقي اليزمي على رأس مؤسسة حقوقية دستورية تنتقد القرآن في قضايا الإرث والإعدام وتعدد الزوجات واللوطيين..؟! هل صوت المغاربة على هؤلاء؟ هل تخرج هؤلاء من جامعاتنا وجوامعنا ومساجدنا وأسواقنا ومجتمعنا العميق؟ كلا..! إنها أحزمة ناعمة يتم تفجيرها عن بعد من عاصمة الأنوار. هل تدرك فرنسا حجم الخسائر التي نتكبدها جراء معارك طاحنة بين أقلية مفرنسة نافذة وأغلبية تقاتل من أجل هويتها وقيمها ودينها وحضارتها؟ هل تدرك فرنسا أن الإحباط الذي تصنعه سياستها العدوانية على قيمنا وهويتنا في نفوس الشباب، قد يدفع بعض المتهورين منهم للارتماء في أحضان الإرهاب الذي اصطلت بناره أكثر من مرة؟