طنجة جنة مالية ومشتل للمقاولات في مفترق طرق العالم

طنجة جنة مالية ومشتل للمقاولات في مفترق طرق العالم

نظمت مؤسسة التجاري وافا بنك، مساء أمس الجمعة 13 نونبر 2015 بطنجة، مائدة مستديرة تحت عنوان: "طنجة وسائل النجاح الصناعي والغنى الثقافي في ملتقى البحر الأبيض المتوسط والأطلنطي".

ويأتي هذا اللقاء، حسب المدير العام عمر بونجو، في إطار سياسة المؤسسة الرامية إلى "تبادل المعلومات من أجل فهم أفضل". وهو ثان لقاء تعقده المؤسسة على مستوى الجهات بعد لقاء مكناس. ويهدف إلى التنقل عند الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين لمختلف جهات المملكة.

وفي هذا الصدد أبرز بونجو ديناميكية المؤسسة ومساهمتها في مجالي التعليم والثقافة لما لهما من تأثير حاسم في التنمية. والكلام عن التنمية، حسب المدير العام، يؤدي بالضرورة إلى الكلام عن طنجة التي تعرف نموا مطردا وبوتيرة متسارعة وفي مختلف المجالات الصناعية، نظرا لما لها من بنيات تحتية ذات أهمية على المستوى الوطني جعلها تحت أنظار المستثمرين الذي يريدون أن ينشئوا مقاولات في هذا الفضاء المرفئي. إضافة إلى تصنيفها من طرف الصحافة الدولية من ضمن أفضل المناطق الحرة في إفريقيا.

وفي نفس السياق شخص مجموعة من المتدخلين إمكانات طنجة المادية واللامادية، حيث تزاوجت في هذا اللقاء الأرقام بالرؤى الثقافية. واتفق المتدخلون على مختلف توجهاتهم على كون طنجة تملك رأسمالا لاماديا استثنائيا على المستوى العالمي، إضافة إلى مجتمع مدني فعال إلى جانب الإرادة السياسية العليا التي تريد أن تجعل من طنجة واجهة المغرب. وبهذه العوامل  تصبح طنجة المكان المتاح بالنسبة لمن يريد الاستثمار في إفريقيا، فهي جنة مالية ومكان يحظى بالامتيازات التي تبيحها قوانين الاستثمار في المناطق الحرة. إلا أن هذا النجاح لا يخلو من تحديات تتجلى في ضرورة تعليم وتكوين الكفاءات إلى جانب تحديات تنظيم المجال والقضاء على البؤر العشوائية وتحديات الربط الجوي والبحري نحو إفريقيا،  وضرورة انخراط المقاولة في المشروع الثقافي.

وحسب المتدخلين، فإذا كانت طنجة قد حققت طفرة نوعية وخصوصا في مجالات شتى، وخصوصا في قطاع إستراتيجي كصناعة السيارات، متجاوزة بذلك مداخيل الفوسفاط، فإن لها من الإمكانات المتعددة ما يجعلها بحق قاطرة للتنمية. أهم هذه الإمكانات ماضيها التاريخي وإرثها الثقافي العالمي الذي ينبغي العمل على الحفاظ عليه من الاندثار وسط نمو اقتصادي قد يعصف بما يشكل هوية طنجة الحقيقية.