بريطانيا تصادر حاسوب صحفي في " بي بي سي " بموجب قانون مكافحة الإرهاب‎

بريطانيا تصادر حاسوب صحفي في " بي بي سي " بموجب قانون مكافحة الإرهاب‎

"اذا كان كل البشر يمتلكون رأيا واحدا وكان هناك شخص واحد فقط يملك رأيا مخالفا فان إسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيام هذا الشخص الوحيد بإسكات كل بني البشر إذا توفرت له القوة". مقوله لجون ستيوارث ميل تترجم بوضوح أهمية حرية التعبير عن الرأي بصفة عامة وحرية الصحافة على الوجه الأخص، باعتبارها الروح الحقيقية للنظام الديمقراطي، لكن الحديث عن حرية الصحافة وماهيتها وطريقة التعبير عنها وحدود العلاقة بين ممارستها وحماية الأمن القومي والضوابط المجتمعية والسلطوية لايخلو من جدل ونقاش ساخن بمختلف بلدان العالم، وآخرها بريطانيا، حيث صادرت الشرطة البريطانية الحاسوب المحمول الخاص بصحفي " بي بي سي " سيكوندر كرماني بموجب مكافحة قانون الإرهاب بعدما قدمت الشرطة أمرا بالمصادرة معتمدا من أحد القضاة، حيث اعتبر إعلاميون بريطانيون استخدام الشرطة للقانون للوصول إلى معلومات متبادلة بين صحفيين ومصادر يمكن أن يؤدي إلى مشكلات عند تغطية الأخبار المتعلقة بتنظيم "الدولة الإسلاميةّ". مبدين قلقهم إزاء استخدام قانون مكافحة الإرهاب للحصول على معلومات متبادلة بين صحفيين ومصادر والذي سيجعل من الصعب على الصحفيين تغطية هذه القضية التي تحظى باهتمام كبير ببريطانيا. وتملك الشرطة البريطانية صلاحيات قانونية تمكنها من مصادرة المعلومات خلال مختلف التحقيقات بشأن "التكليف أو التحضير أو التحريض على أعمال إرهابية"، بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي سن عام 2000. يذكر أن كرماني الذي عمل في السابق في بي بي سي لندن وأخبار القناة الرابعة وقناة الإسلام، قد انضم لفريق عمل برنامج "نيوزنايت " بالقناة البرياطانية العام الماضي، حيث أجرى خلال عمله في البرنامج الحالي العديد من المقابلات مع عدد من الأشخاص الذين يزعمون أنهم على صلة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، بما في ذلك جيك بيلاردي، وهو أسترالي يبلغ من العمر 18 عاما ظهرت صورته مع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على شبكة الانترنت في دجنبر الماضي.