سطات تؤدي ضريبة الانتماء للدار البيضاء و تحرق تمثيليا في مجلس المستشارين
إذا جاز أن نسمي محطة انتخابات مجلس المستشارين بالعاصفة فإن الوقت اليوم متاح لإحصاء الخسائر والمخلفات، وسطات المدينة والإقليم انحنت للعاصفة التي فعلت فيها ما فعلت وأصبحت خاوية على عروشها بعد سلسلة نكبات بدأت بنزع ولايتها على جهة الشاوية ورديغة التي كانت توصف بسلة غداء المغرب من حيث الحبوب وثروة المغرب من حيث الفوسفاط وخزان البلاد من حيث الماء،وما تتوفر عليه من سدود وخاصة سد المسيرة ثاني أكبر سد في المغرب من بعد سد الوحدة وبتر من سطات قبل سنوات إقليم برشيد بمؤهلاته الفلاحية الصناعية والسياحية وعمقه الإستراتيجي كخلفية لتوسع حضري هائل للدار البيضاء الكبرى المتمثل أساسا في المدينة الجديدة لخيايطة الممتدة على مئات الهكتارات وثالثة الأتافي "تخطف" من سطات الصفة الفلاحية هذه المرة من غريمتها الأبدية الجديدة عاصمة دكالة بعدما منحت انتخابات الغرف المهنية شرف رئاسة و احتضان الغرفة الفلاحية للجهة، فماذا بقي لسطات اليوم من سطات، الأمس، التي كانت محط أطماع المتملقين و المتزلفين المتهافتين على السلطة والمال والنفوذ وسموها "ذات غفلة "مدينة الدجين و البلور؟
لقد ذابت في الجهوية المتقدمة ولم يعد ذكر لأسمها إلا في "قزيبة " الجهة الجديدة الدار البيضاء سطات وسقطت أوراق التوت ورجع واد بوموسى إلى عهده في التلوث و"الخنز" والحشرات.
هكذا وبالكاد استطاع عبد الرحيم أطمعي عن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية أن ينقذ فعلا ماء وجه إقليم سطات في الانتخابات المتعلقة بمجلس المستشارين التي تمت يوم الجمعة 2 أكتوبر 2015، بفوزه بمقعد واحد ووحيد في صنف منتخبي الغرف الفلاحية بينما تجاوزتها أقاليم أخرى منافسة بنفس الجهة( الدار البيضاء سطات) من حيث عدد المقاعد ففاز إقليما دكالة بخمسة مقاعد في صنف انتخابات المجالس الإقليمية والجماعية ، كما فاز إقليم برشيد بثلاثة مقاعد واحد في صنف غرف التجارة و الصناعة والخدمات، ومقعدان في صنف الجماعات المحلية والإقليمية. بينما لم يحصل إقليم سطات إلا على مقعد يتيم من طرف عبد الرحيم اطمعي عن صنف الغرف الفلاحية وهو من الحركة الديمقراطية الإجتماعية بعدما أسقطت انتخابات مجلس المستشارين مرشحين آخرين من نفس الإقليم وهما عبد اللطيف ميرداس عن حزب الاتحاد الدستوري في صنف مجالس الجهات، ومحمد الزهواني عن حزب الاتحاد الدستوري في صنف الجماعات المحلية والإقليمية. وبالتالي فإن تمثيلية إقليم سطات ستكون باهتة بالنظر إلى العدد1/120 الذي يمثلها كما أن الأطمعي المنتخب لن يمثل فقط غرفة جهة الدار البيضاء سطات بل سيكون مع عائشة آيت علا التي فازت معه في نفس اللائحة عن حزب النخلة أمام مهمة تمثيل غرفتين فلاحيتين أخرتين وهما الرباط القنيطرة وبني ملال - خنيفرة حسب التقسيم الذي اعتمدته الإنتخابات بالنسبة لهذا الصنف من الغرف ، ويرى المراقبون بأن هزيمة الإقليم في هذا الشوط من الإنتخابات التشريعية تفرض على نخبه مراجعة أوراقها وحساباتها من أجل إثبات وجود الإقليم في انتخابات الشوط الثاني المتعلق بمجلس النواب المرتقبة خلال سنة 2016 والتفكير في مقترحات مدروسة حول تموقعه ووظائفه الجديدة ضمن الجهوية المتقدمة فالوقت ل ايرحم ،ولا ينفع البكاء على الأطلال.. !!