شهدت سنة 2015 نموا وصل، حسب المندوبية السامية للتخطيط، إلى 5 %. و بالمقابل أعلن بنك المغرب بأن نسبة البطالة ارتفعت في نفس السنة بـ7، 8 % مع هيمنة ملحوظة لقطاع الخدمات" أنفاس بريس" أجرت في هذا السياق، حوارا مع خالد حمص، أستاذ العلوم الاقتصادية بكلية الحقوق بسلا، حول العلاقة الجدلية بين نسبة النمو ونسبة البطالة:
أفادت إحصائيات رسمية من المندوبية السامية للإحصاء بأن المغرب فقد 84 ألف منصب شغل، خلال السنة وارتفع معدل البطالة إلى 7، 8 % موزع يين 58 ألف منصب في العالم القروي و26 ألف منصب شغل بالعالم الحضري وأن فقدان الشغل سجل في قطاعات الفلاحة والصناعة والبناء، كما أن نسبة البطالة ارتفعت في الوسط الشباب، وخاصة حملة الشهادات لكن كيف تفسرون بأن القطاع الوحيد الذي عرف انتعاشا هو قطاع الخدمات الذي خلق حسب مندوبية لحليمي 125 ألف منصب شغل ؟ وكيف يمكن تعريف هذا القطاع ؟ وماهو تموقع الأنشطة غير المهيكلة في هذا القطاع كذلك ؟
بطبيعة الحال فالأرقام المذكورة تترجم المكانة التي يحتلها قطاع الخدمات كأكبر القطاعات المشغلة لليد العاملة مادامت التكنولوجيا الحديثة ما زالت لم تتمكن إلى حد اﻵن من تعويض الإنسان في مجالات عدة تتعلق، مثلا، بالطب و والإرشاد الآلي و الطعامة والخدمات عن بعد ( أوفشورينغ ) والتكوين إلخ. أضف إلى ذلك فقطاع الخدمات واسع يشغل يدا عاملة خارج الأنشطة المرتبطة بالأرض كقطاع أولي أو المرتبطة بالنشاط الصناعي بحيث إذا كان تطور أي قطاع ما يتبعه بالضرورة تطور الأنشطة المتعلقة به، فإنه بغياب هذه القاعدة يبقى قطاع الخدمات مصدر القيمة المضافة الرئيسية في خلق فرص الشغل بل ويتسع ليدمج في إطاره وبشكل كبير حتى القطاع غير المهيكل كخادمات المنازل والحمالين وغيرها من الأنشطة غير القابلة للتصنيف في إطار الأنشطة والقطاعات المهيكلة.
توقع بنك المغرب أن تصل نسبة النمو سنة 2015 إلى 5 % وذلك بالنظر إلى القيمة المضافة للفلاحة هذه السنة وانخفاص أسعار المحروقات فما هي انعكاسات ارتفاع نسبة النمو هذه على مستوى امتصاص البطالة في نظرك؟
إن تحقيق النمو الاقتصادي بات مطلبا رئيسيا وملحا من أجل إيجاد حل للبطالة ، وفي ظل اقتصاد أصبح يلعب فيه قطاع الخدمات عن البعد أو الأوفشورينغ دورا متميزا، فالمغرب يمكن أن ينتج ويحقق نتائج مهمة في هذا المجال في تعامله مع أوروبا وبكلفة منخفضة و أكيد أن المغرب يستطيع بهذا النمو الإستباقي امتصاص جزء كبير من العطالة.
ماهي القطاعات التي ترونها قادرة على ضخ استثمارات جديدة مشجعة للنمو ومنعشة للشغل ؟
أعتقد أن المغرب يمكن أن يراهن في هذا المجال ومن أجل محاربة البطالة على المهن العالمية الجديدة كما ذكرت قبل قليل وكذلك على الأوراش الكبرى المهيكلة وبشكل موازي لا ننسى مساهمة المقاولات المتوسطة والصغرى وكذلك الصناعات المتوسطة والصغرى في توفير الشغل لما تعرفه أنشطتها من تطور.