أغرب القرابين والأضاحي في العالم.. قلوب الأطفال و رؤوس الجميلات..

أغرب القرابين والأضاحي في العالم.. قلوب الأطفال و رؤوس الجميلات..

إن القربان هو الهبة التي يقدمها الإنسان البدائي للإله أو للكائنات الخفية قصد استلطافها وتهدئة غضبها وكذلك بقصد جلب الخير، وقد كان تقديم القربان، سواء كان حيوانًا أو بشرًا، من الممارسات الطقوسية التي لم يستغن عنها الإنسان القديم.

القرابين في مصر القديمة

وكان تقديم القرابين أحد أهم طقوس المعابد في مصر القديمة وكانت عبارة عن خبز ولحوم وطيور ولفائف كتان ومنتجات أخرى، وكانت القرابين عند قدماء المصريين ترمز إلى نجاح الإنسان في تحويل المادة من هيئتها الأولية «البدائية» إلى صورة أخرى.

وكانت تقدم تحت إشراف كهنة المعابد، وتراوحت القرابين في مصر القديمة بين عطايا من أفضل اللحوم والطعام الفاخر، جلبا لرضا الآلهة، كما كانت للخبز قيمة عظيمة، وتم تقديمه ضمن القرابين الجنائزية التي تقدم على الموائد أمام المقابر.

حضارة المايا

وكان الإله «تشاك» يختص أكثر من غيره بالقرابين لأنه إله المياه فشهدت «المايا» أنواعًا قاسية من القرابين، فكان للقرابين البشرية النصيب الأكبر من التضحية خاصة الأطفال وذلك لبراءتهم ونقائهم وعدم انغماسهم في الخطيئة.

ويقال إن الأضحية كانت تتم بشكل فظيع حيث كانوا يمسكون بالإنسان المطلوب التضحية به، من ذراعيه وساقيه على هيئة الصلب، ثم يقوم الكاهن بشق صدره وانتزاع قلبه وتقديمه قربانا للإله.

شعب الأزتيك

أما المكسيك فكان هناك عيد يسمى عيد الخصب السنوى الذي يقام في شهر سبتمبر من كل عام، وفى ذلك العيد يتم اختيار فتاة صغيرة في غاية الجمال، يلبسونها زي إلهة الذرة، ويوزعون في شعرها باقة من الريش الملون، ثم يحملونها في موكب حافل إلى المعبد.

وهناك تنزل الفتاة، فيأتي إليها النبلاء والنبيلات في صف واحد، وقد حمل كل واحد وعاءً فيه دم مفصود من جسمه، فيسكبون ما في الوعاء تحت قدميها، ثم يردد الجميع وراء كبير الكهنة أدعية وصلوات، ويقوم كبير الكهنة بقطع رأسها ورش دمها على التمثال القائم لإلهة الذرة وعلى الحبوب والبذور كما تقدم القرابين أيضا لإله الصواعق والمطر وإله الريح ورب الشروق ورب السماء وربة الأرض، وقد وجدت تلال من الجماجم البشرية لأناس تمت التضحية بهم من أجل الآلهة.

الصين

والقرابين البشرية كانت معروفة في الصين حيث كانوا يلقون بالأولاد والبنات في النهر ويدفنون العبيد مع سادتهم الذين يموتون خاصة في عهد أسرة «شانج»، وقد ألغى ذلك التقليد في عام 384 قبل الميلاد إلا أنه عاد بقوة في القرن الرابع عشر حين توفى ولي عهد في أسرة «مينج» فدفنت معه كل خليلاته.

الجزيرة العربية

ولم تخل الجزيرة العربية قديمًا من خرافات تقديم القرابين، والتي كانوا يقدمونها من أجل ماء المطر، فكانت تنحر الذبيحة ويرفع رأسها على العصا ثم يطوف بها صاحبها ماشيًا أو ممتطيًا لجواده، وكان البعض ينحر الطيور ليسيل دمها، وتلطخ الشبابيك والأبواب بدم الطير، وتقام صلوات الاستسقاء من أجل هطول المطر، ويشارك الأطفال في الاحتفالات بأهازيج استرضاء لـ«قُزح»، وهو إله الرعد والبرق والمطر، وفى وقت آخر أصبح رمزًا للشيطان.

نهايه القرابين البشرية

وجاءت نهاية تقديم القرابين البشرية، بفضل قصة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل تلبية لأمر ربه، وفي آخر لحظة أبدله بكبش وأمره بذبحه بدلًا من ابنه، وجاء في القرآن الحكيم: «فلما بلغ معه السّعي قال يا بني إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبتِ افعل ما تُؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلمّا أسلما وتلّه للجبين وناديناه أن يا إبراهيم..قد صدّقت الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المحسنين إنّ هذا لهو البلاءُ المبين وفديناه بذبحٍ عظيم».