لم يكتف بعض المستشارين الجهويين في عدم الانضباط للقرارات التي اتخذتها أحزابهم ضمن التحالفات، بل إن بعض الأحزاب انقسم مستشاروها بين مؤيد لهذا المرشح أو ذاك، مما يجعل الظاهرة جديرة بالنقاش من قبل المحللين السياسيين، ضمن عملية رصد السلوك الانتخابي للمستشارين الجهويين، والتي من المحتمل أن تتكرر في انتخابات المجالس البلدية والجماعية، التي ستشهدها بلادنا هذا الأسبوع، فمن خلال المعطيات العامة المرتبطة بعملية انتخاب رؤساء مجالس الجهات والنتائج التي أفرزتها على مستوى التصويت، كما أوردتها وزارة الداخلية، يتبين أن الأحزاب التي عرفت انقساما داخل أعضائها في عملية انتخاب الرئيس كانت في:
- جهة الشرق، حيث انقسم مستشارو الحركة الشعبية الخمسة بين مؤيد للمترشح الفائز، عبد النبي بعيوي من حزب الأصالة والمعاصرة (صوتين)، ومؤيد لمنافسه عبد القادر سلامة من حزب التجمع الوطني للأحرار (صوتين)، ليبقى صوت واحد حركي لم يدل بموقفه.
وبنفس الجهة، تفرقت أصوات الاستقلاليين التسعة بين 6 أصوات لصالح بعيوي، و3 لصالح منافسه سلامة.
- جهة بني ملال خنيفرة، تفرقت أصوات الحركيين الإثني عشر بين 3 أصوات لصالح الرئيس الفائز ابراهيم مجاهد من حزب الأصالة والمعاصرة، و9 أصوات لفائدة زميلهم في حزب الحركة الشعبية، المهدي عثمون. كما أن حزب الاستقلال الذي حصل على 7 أصوات تفرقت أصوات مستشاريه بـ 6 أصوات لفائدة مجاهد، وصوت واحد لفائدة عثمون، نفس الانقسام حصل مع التجمع الوطني للأحرار (6 أصوات)، حيث قسم مستشاروه أصواتهم على المتنافسين (5 مقابل 1)، وكذا حزب الاتحاد الدستوري (3 مقابل 1).
- جهة الدار البيضاء – سطات، انقسم مستشارو التجمع الوطني للأحرار الذين حصلوا على 6 مقاعد جهوية على المرشحين، حاز منها الباكوري، عن حزب "الجرار" على صوتين، فيما ذهبت الأصوات الأربعة لصالح منافسه عبد الصمد حيكر عن "المصباح".
- جهة الداخلة - وادي الذهب، بعد أن حصل حزب الاتحاد الاشتراكي على 3 مقاعد جهوية، ورغم التحالف الذي أبرمه لتقديم الخطاط ينجا مرشحا استقلاليا، باسم التحالف، فإن مستشارا اتحاديا لم ينضبط لهذا القرار، وصوت لفائدة منافسته اعزوها الشكاف عن حزب "الجرار".
- جهة درعة – تافيلالت، بهذه الجهة التي فاز برئاستها الحبيب شوباني من حزب العدالة والتنمية، شهدت عملية انتخابه انقساما في صفوف مستشاري التجمع الوطني للأحرار، حيث صوت لفائدته مستشارين، مقابل 6 مستشارين لصالح منافسه محمد الأنصاري من حزب الاستقلال.
- بجهة كلميم - واد نون، استفاد الرئيس عبد الرحيم بوعيدا باسم حزب الأحرار، من انقسام فريق مستشاري الاصالة والمعاصرة، بعد أن صوت لفائدته مرشحان، مقابل تصويت 4 مستشارين من نفس الحزب لفائدة منافسه عبد الوهاب بلفقيه عن حزب الاتحاد الاشتراكي، كما استفاد بوعيدا من صوت واحد استقلالي مقابل 3 أصوات استقلالية لصالح بلفقيه.
ومن خلال استقراء هذه المعطيات يتبين أن الحزب الذي شهد انقساما كثيرا هو حزب الاستقلال، حيث انقسم تصويت مستشاريه في 3 جهات هي الشرق وبني ملال خنيفرة وكليميم واد نون، في حين تعادلت أحزاب الأصالة والمعاصرة والحركة الشعيبية والأحرار في انقسام مستشاريها في حهتين، ولم ينج حزب الاتحاد الاشتراكي بدوره من انقسام مستشاريه في جهة الداخلة، لتظل أحزب العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية والاتحاد الدستوري أكثر انضباطا لقرار الانتخاب الجماعي على حلفائها..
- ويبقى أكبر ضحية لانقسام مستشاري حزبه هو المهدي عثمون (الحركة الشعبية)، الذي لم يحظ بإجماع زملائه عند ترشحه لرئاسة جهة بني ملال خنيفرة، بعد أن صوت ضده ثلاثة من زملائه في الحزب لصالح منافسه مجاهد عن حزب الأصالة والمعاصرة.. وهو ما يستوجب فتح تحقيق في النازلة.