زوجات رجال الدولة يتطلعن لرئاسة الجهات

زوجات رجال الدولة يتطلعن لرئاسة الجهات

تمثل نسبة النساء المترشحات في الانتخابات الجماعية والجهوية المقررة في 4 شتنبر الجاري نسبة 26 في المائة من المترشحين، وهي نسبة بحكم القوانين المنظمة لهذه الانتخابات، مرتفعة مقارنة مع الاستحقاقات السابقة..لن نتحدث عن الدوائر التي توصف بدوائر الموت تتصارع فيها النساء ضد الرجال لكسب رئاسة وقبل ذلك عضوية جماعة أو جهة، لكن هناك حيثية اجتماعية لمرشحات، أزواجهن من رجالات الدولة، ونورد هنا ثلاثة أمثلة، الأولى زوجها هو المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والثانية زوجها عامل عمالة المحمدية، والثالثة زوجها المدير العام للمكتب الوطني للماء والكهرباء.. هؤلاء هم الأزواج، فمن هن الزوجات المترشحات؟

عزوها ومحمد صالح "التراكتور وراء القضبان"

هي قصة حب جمعت بين قبيلتي أيتوسى وأولاد ادليم، ورغم بعد المسافة بين عاصمتي القبيلتين، أسا والداخلة، فإن قلبي محمد صالح التامك وعزوها الشكاف، اجتمعا ذات يوم، وقررا الارتباط على سنة الله ورسوله، بعيدا عن قاعدة أهل الصحراء وعرف شيوخها.. "ابن العم وبنت العم، أولى من البراني"، ولعل لسان محمد صالح الفصيح (53 سنة)، والذي خول له الحصول على دكتوراه "تحليل الخطاب"، هو الذي شفع له في اقتحام قلعة أولاد الدليم، وانتزاع عزوها الشكاف من قلب قبيلتها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أصبح واليا على جهة وادي الذهب الكويرة بين سنتي 2005 و2009.. عزوها الشكاف، والمعروفة بين أسرتها باسم منى، هي ابنة أول باشا في جهة وادي الذهب، وسجل التاريخ نضاله ومقاومته ضد المستعمر الإسباني، ولم يخنع لمحاولات استدراجه من قبل زعماء جبهة البوليساريو وقادة الجزائر.. وترك الإخلاص والوفاء يجري في دماء أبنائه الخمسة، من بينهم المستشارة البرلمانية الراحلة زهرة الشكاف..

بصفتها المقاولاتية، حيث تعد من سيدات المال والأعمال، تخوض عزوها الشكاف غمار الانتخابات الجهوية، وكيلة لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة وادي الذهب، أي في عاصمتها القبيلة، ومسقط رأسها. ورغم أن العديد من الملاحظين يعتبرون تحزب الشكاف هو من باب الضرورة الانتخابية، فهم يرون حظوظها وافرة، ليس فقط في عضوية مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، بل في التتافس على رئاستها، مزيحة بذلك رئيسا اتحاديا عمر لولايتين متتاليتين.

حسناء وعلي سالم، "وردة على الحدود من مدينة الورود"

هو "كوبل حزبي"، بامتياز، ويتعلق الأمر بحسناء أبو زيد، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وعلي سالم الشكاف عامل عمالة المحمدية. من هذا الأخير تلقت حسناء المبادئ الأولى في النضال، لكن قبل ذلك، وبالضبط سنة 1997، تلقت منه طلبا للتقرب إليها في مناسبة عائلية، فكان القبول بعد الطلب.. كان حينها علي سالم المنتمي لقبيلة أولاد ادليم بالداخلة وحسناء من قبيلة أيت موسى أوعلي بكليميم في ريعان شبابهما. فهو كان مهندسا ببلدية الداخلة، وهي كانت في سنتها الثالثة بكلية الطب بجامعة موناستير بتونس. وظل الوعد بالزواج حتى أبرم سنة 2001، أثمر لحد كتابة هذه السطور عن ثلاثة أبناء ذكور.. طبعا علي سالم سبقها في الانتماء الحزبي، حيث مثل حزب الاتحاد الاشتراكي في عضوية مجلس المستشارين بين سنتي 2000 و2013، وكان على حسناء أن تحسب جميع حساباتها في الانخراط في هذا الحزب أو ذاك.. ويبدو أن زوجها استعمل كافة وسائل الاستقطاب لرسم مسار زوجته ضمن حزب الوردة، حيث أعلنت عن انخراطها الرسمي في هذا الحزب سنة 2005، وتدرجت في هياكله التنظيمية الشبابية والنسوية، حتى حصلت على عضوية مكتبه السياسي وممثلة إياه في مجلس النواب ضمن الولاية الحالية، لكن سندها الحزبي الأسري سيسقط أمام إرادة وزارة الداخلية في تعيين زوجها عاملا على عمالة المحمدية في يناير 2014، لكن ذلك لم يثن عزيمتها في التقدم ضمن مسارها السياسي، لترفع تحدي عضوية جهة الدار البيضاء سطات، ومن ثم التنافس حول رئاستها، محاولة زرع أكبر عدد من الورود في ضمن نفوذ ترابي متاخم لنفوذ زوجها العامل الذي له أن يفتخر بزوجته حسناء وأخته منى اللتين تتنافسان حول رئاسة جهتي الدار البيضاء والداخلة..

ياسمينة وعلي، "الميزان بين كفتي الماء والكهرباء"

يبدو أن الفضائح قدر مكتوب على هذا "الكوبل"، فموقع البحث "كوكل"، مازال يحتفظ لهما بالعشرات من المقالات التي تصب حول خبر التحقيق معهما بخصوص ما سبق أن ورد في إحدى تقارير المجلس الأعلى للحسابات، في أكتوبر 2014.. فعلي الفاسي الفهري الرئيس الأسبق لجامعة كرة القدم، والمدير العام الحالي للمكتب الوطني للماء والكهرباء، ضبطت تلك التقارير ما اعتبر حينها اختلالات كبيرة يعانيها تدبير المكتب، مما جعل وضعيته على حافة الإفلاس لولا تدخل الحكومة بمبلغ دعم فاق 40 مليار درهم وبزيادات في تسعيرة الماء والكهرباء، في حين ارتبط اسم وزيرة الصحة السابقة وزوجته الاستقلالية، ياسمينة بادو بملف صفقات اللقاحات التي جرت في عهدها الوزاري.. لا يعرف لحد الساعة إن كانت تلك الاختلالات جدية فعلا، أم تدخل ضمن حروب الخصومة السياسية، مادام أن الزوج، الفاسي الفهري مستمر في إدارة مكتب الماء والكهرباء وأن الزوجة، الوزيرة السابقة، تتجول بكل حرية ضمن حملاتها الانتخابية وكيلة لائحة حزب الاستقلال بمقاطعة أنفا بالدار البيضاء..