محمد زين الدين: المرشحون لجهة الدار البيضاء سطات يمارسون الاستجداء السياسي لكسب ود الناخبين

محمد زين الدين: المرشحون لجهة الدار البيضاء سطات يمارسون الاستجداء السياسي لكسب ود الناخبين

منح القانون التنظيمي للجهات الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع من قبل مجلس النواب في ماي 2015، للجهة صلاحيات موسعة، إذ تم التنصيص أن رئيس الجهة هو الآمر بالصرف، وهو ما جعله في مركز قوة ونفوذ.

جهة الدار البيضاء سطات، التي تعد أهم جهة على الصعيد الوطني، اسالت لعاب "الدينصورات" الانتخابية وجعلتهم يبدلون الغالي والنفيس لترشح في اللوائح الجهوية للأحزاب السياسية. الأمر الذي جعل جهة الدار البيضاء سطات والتي تضم مدن (الدار البيضاء وسطات وسيدي بنور والجديدة وبنسليمان وبرشيد ومديونة والنواصر والمحمدية)، تعرف حملة انتخابية قوية تدور رحاها بين  أسماء سياسية وازنة وأمناء أحزاب ووجوه انتخابية اعتادت الظفر بمقاعدها سواء في المقاطعات أو مجلس المدينة أو الجهة.

ويرى محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن هناك أسباب متعددة جعلت كبار المنتخبين والسياسيين يترشحون للظفر بمقعد بجهة الدار البيضاء سطات. لكن السبب الرئيسي –حسب محاورنا- هو القانون التنظيمي المتعلق بالجهات، بالنظر أن هذا القانون التنظيمي أعطى صلاحيات مهمة جدا تقريرية لفائدة رئيس الجهة. بحيث نجد أن رئيس الجهة هو الذي يضع برنامج العمل وهو الذي ينفذه وهو الآمر بالصرف. وفي اعتقادي هذا هو العامل الأساسي الذي يبرر تهافت الناخبين الكبار على جهة الدار البيضاء سطات. لاسيما أن الجهة تتوفر على جاذبية انتخابية قوية جدا، بالنظر أنها تمثل القطب الأول الجهوي في المغرب. وبالنظر لأهميتها الانتخابية، انطلاقا من أن الدار البيضاء تعد من القلاع الانتخابية التي يجري فيها التطاحن على امتداد تاريخ المغرب.

 ويضيف أستاذ القانون الدستوري، في تصريح لـ"أنفاس بريس"، قائلا: "كل هذه الأسباب وغيرها، تجعل الأحزاب السياسية سواء في الأغلبية أو المعارضة تتصارع حول جهة الدار البيضاء. بل الأكثر من ذلك يحتد الصراع حتى داخل الدوائر الانتخابية بالمدينة كدائرة أنفا وعين الشق والفداء والتي تعد بمثابة دوائر الموت بالنسبة للعملية الانتخابية. لأن من يربح الانتخابات في الدار البيضاء يربح الانتخابات في المغرب برمته. بحيث أن الرهان عليها هو رهان استراتيجي، وبطبيعة الحال ما يقال  على الدار البيضاء يمكن أن ينطبق على مدن عدة كرباط وطنجة ومراكش وفاس...

ويتأسف محمد زين الدين، انطلاقا من التأكيد على أن جل الأحزاب لا تتوفر على رؤية استراتيجية للكيفية التي يتم بها، نقل الجهة من إدارة القرب إلى جهة تتوفر على تنافسية اقتصادية قوية. بحيث يشدد الأستاذ الجامعي، على أن  جل برامج الأحزاب السياسية هي برامج عامة وفضفاضة تركز على شخص المنتخب، أو قيام بعض المرشحين بجرد حصيلة الدار البيضاء التي يدعي إنجازها مع العلم أن هذه الحصيلة كارثية، وهي بمثابة "حصلة" في حد ذاتها. في حين نجد أن بقية المنتخبين يعتمدون في حملتهم على "الاستجداء السياسي " لكسب ود الناخبين.