حزب العمل الهولندي يتنكر للمهاجرين المغاربة ويجمد اتفاقية الضمان الاجتماعي الموقعة بين هولاندا والمغرب

حزب العمل الهولندي يتنكر للمهاجرين المغاربة ويجمد اتفاقية الضمان الاجتماعي الموقعة بين هولاندا والمغرب

أشعر وزير الشؤون الاجتماعية لودفيكً أشر، المنتمي إلى حزب العمل PvdA البرلمان الهولندي، بأن وزارته فشلت في تجديد اتفاقية الضمان الاجتماعي التي ظلت سارية المفعول منذ 1972 وبموجبها كانت تسمح للأسر المغربية بهولندا بالاستفادة من تعويضات الضمان الاجتماعي، إذ أن الحكومة الحالية والمتشكلة من حزب العمل والليبراليين تريد تشديد الخناق على المغاربة من خلال تخفيض تعويضاتهم في البد الأصلي. وللمرة الرابعة كان الفشل هو مصير كل اللقاءات التي جمعت المسؤولين الهولنديين بنظرائهم المغاربة.

الجانب الهولندي برر موقفه بأن التعويضات يجب أن تكون مرتبطة بالمستوى المعيشي للمواطنين في المغرب الذي يرفض إعادة النظر في الاتفاقية المبرمة لكونها ضارة بمصالح المهاجرين وأطفالهم.

وقد ارتفعت عدة أصوات من داخل الحكومة المشكلة من حزب العمل والحزب الليبرالي تطالب بإلغاء الاتفاقية مع المغرب. في حين ترى أصوات أخرى أن قرار الإلغاء قد يهدد التعاون الأمني المشترك، خاصة وأن المغرب ينظر اليه كشريك أساسي في تبادل المعلومات والتعاون في التصدي للجريمة المنظمة.

لودفيكً أشر، وزير الشؤون الاجتماعية، وفي إرساليته للبرلمان كان قد حاول في الأسبوع الثاني من شهر يونيو، التوصل إلى اتفاق مع الجانب المغربي، لكنه لم يتوفق لتتأجل المباحثات من جديد مع المسؤولين المغاربة.

ومع حلول شهر شتنبر لم يستطع وزير الشؤون الاجتماعية، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الحكومة الهولندية، إقناع المغرب بقرار إعادة النظر في الاتفاقية المبرمة الداعية إلى تخفيض التعويضات الاجتماعية.

وزير الشؤون الاجتماعية وجد نفسه في موقف صعب، خاصة وأن محكمة امستردام اعتبرت قرار التخفيض لاغيا وغير قانوني. حكم أعاد الاعتبار لآلاف الأسر المغربية في البلد الأصلي، خاصة وأن تصريحات الناطقة باسم الحزب الليبيرالي دعت إلى وقف صنبور دعم التعويضات من خلال إلغاء الاتفاقية. وقد طالبت النائبة البرلمانية باسم الليبراليين الحكومة بضرورة إلغاء الاتفاقية، لأن تسليمً التعويضات لـ"مساعدة المحتاجين وليس الأغنياء"، مضيفة أن "أربع سنوات كانت أكثر من كافية والآن حان الوقت لإلغاء الاتفاقية"!

مغاربة هولندا، أطرا وتنظيمات عبروا عن غضبهم من الحزب الليبيرالي وحزب العمل الذي فقد العديد من مسانديه من مغاربة وأتراك، خاصة وأن الحزب المذكور تلقى صفعة قاسية خلال الانتخابات الإقليمية التي شهدتها هولندا مؤخراً وًمن المتوقع جدا أن يخسر الحزب المزيد من أنصاره مستقبلا في صفوف المهاجرين الذين كانوا دائما أوفياء لهذا الحزب الذي عرف بتضامنه مع المهاجرين في فترات سياسية عدة. إلا أن تحالفه مع الحزب الليبرالي المعروف بتشدده تجاه الأجانب وابتعاده عن الفقراء، جعله حزبا لا يحمل من العمال غير الاسم، خاصة وأن زعماء تاريخيين انفصلوا عنه ومنهم من اعتزل سياسيا احتجاجا على التراجعات المبدئية للحزب المذكور.