يخوض عبد العالي الصافي، مرشح حزب الاتحاد الاشتراكي، غمار انتخابات 4 شتنبر 2015، بمدينة سلا وكيلا للائحة المحلية بـ (دائرة بطانة حي السلام) وعضوا مرشحا ضمن عناصر اللائحة الجهوية للحزب. في هذا الحوار يشرح "الصافي" أنه تلقى اتصالات من طرف بعض قياديي حزب الوردة لتمثيل الحزب في الاستحقاقات المذكورة بالموازاة مع طلب تلقاه أيضا من سكان الحي الذي يقطن به للمشاركة في الانتخابات المحلية الحالية لتمثيلهم بمجلس المقاطعة والجهة، كما يشرح "الصافي" خطته تحت لواء حزب "الوردة" لمواجهة الاختلالات التي تعرفها مدينة سلا على المستوى الاجتماعي مع انتشار الجريمة وغياب النظافة وتكدس الأحياء .. "أنفاس بريس" تواصلت مع "عبد العالي الصافي" وكان معه هذا الحوار.
+ من المعلوم لدى الكثير من المتتبعين لحال مدينة سلا، أنها تعاني العديد من المشاكل لدرجة أنه يُمكن نعتها بـ "عاصمة الاختلالات"، خصوصا مع انتشار الجريمة والمخدرات وتكدس الأحياء ومشكل غياب النظافة إلخ.. كيف هي علاقة حزب "الوردة" بمدينة سلا؟
- مدينة سلا في علاقتها بحزب الاتحاد الاشتراكي كانت لها ميزة خاصة سياسيا، منذ ما يزيد عن 16 سنة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لم يكن مُمثلا في مقاطعات أو جماعات المدينة، تقريبا منذ أواخر سنوات التسعينات لم يعد متواجدا، بالعكس كان متواجدا وحاضرا بشكل مهم قبل ذلك أي في انتخابات 1992 أو 1997، رغم أنه كان في أغلب الفترات في المعارضة، لكنها كانت مُعارضة بناءة بمعنى أنها مبنية على دراسة وعلى إستراتيجية. كان مُعارضا لكن كان أيضا يُقدم برامجا وحلولا ويُساهم في تنمية مدينة سلا. بالنسبة لترشيحي مرتكز على كوني من مواليد "بطانة بسلا"، وبحكم أني "ولد الحي"، ترشيحي جاء بناء على طلب سكان الحي وأيضا بناء على طلب من حزب الإتحاد الاشتراكي (من قيادته)، وهي مقاربة جديدة مُرتبطة بالتقاء رغبة سكان الحي والحزب، في ترشيح أبناء الحي وعدم الاعتماد على الغرباء عن الحي، الذين ينزلون في وقت الانتخابات بـ "الباراشوت" على رأس لائحة بعض الأحزاب بالعكس. هذه المرة أغلبية المرشحين ساكنة "بطانة حي السلام".
+ لكن هناك من سيقول ردا على تصريحك بأن مُعطى الانتماء للحي ليس دائما معيارا للناخب المُناسب. هل تعترض على كون الإنتماء للدائرة ليس معيارا حاسما في صلاح واستقامة ونزاهة المُنتخب ؟
- لا أعترض على هذا الطرح، لكن المُرشح "ولد الحي" قريب من هموم الساكنة، ويشاركهم مشاكلهم، وبالطبع هناك معايير مطلوبة في المرشح، وهي أن تتوفر فيه النزاهة، والأخلاق الحميدة وأن تكون لديه غيرة على حيه وسكانه، المستوى الثقافي معيار مهم والتكوين أيضا مهم، بمعنى التكوين الثقافي والسياسي والجمعوي والدراية بالشأن المحلي والشأن الجماعي، هذه الصفات والمميزات إذا اجتمعت في "ولد الحي" يُمكن أن يأتي بقيمة مُضافة، وليس فقط لأنه ابن الحي سيكون قيمة مضافة.
+ ماهو مسارك وتجاربك السياسية والجمعوية إضافة إلى كونك ولد حي "بطانة بسلا" و وكيلا للائحة المحلية لدائرتها مع حزب "الوردة"؟.
- تجاربي سوف ألخصها في بعض المهام والتجارب، من بينها كوني عضوا للجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي، وأمين المال للكتابة الإقليمية للحزب بمدينة سلا وعضو فرع مدينة سلا "بطانة"، على المستوى الجمعوي، اشتغلت في عدة جمعيات وأومن بشكل كبير وعن اقتناع أن المجتمع المدني صوته مسموع وهو القيمة المضافة لتطور الشأن المحلي وفاعل وشريك أساسي لتنمية المناطق كيفما كانت حضرية أو قروية، وعلى المستوى النقابي مسؤول نقابي وعندما ننضم للعمل النقابي لسنوات عديدة يمكن اكتساب تقنيات التواصل وأسلوب الإقناع والحوار والخبرة في المفاوضات.
+ بحكم أن مدينة سلا تعاني من اختلالات ومشاكل تهدد بالخصوص الشباب وتعرضهم للإنحراف بشكل يومي. كيف هي علاقة حزبكم بشباب منطقة "بطانة سلا"؟
- سأستغل الفرصة لكي أرد على قاعدة منتشرة بكثير ونصطدم بها كلما شاهدنا برنامجا تلفزيونيا وطنيا أو لقاءا سياسيا، نسمع جملة بالند العريض وهي: (عزوف الشباب عن السياسة)، لم نلمس هذا العزوف خلال تواصلنا مع شباب المنطقة، ليس هناك عزوفا للشباب على العمل السياسي أو العمل الجمعوي، وهي شهادة نابعة من ارتباطي بشباب الحي والساكنة والمثقفين بالحي، ليس هناك عزوفا للشباب. الشباب مستعد للدخول للعمل السياسي والجمعوي والجماعي، لكن يجب أن تـُعطى لهم الفرصة. لا يعقل أن لا نمنحهم الفرصة ونقول "هناك عزوف للشباب عن السياسة"، بالعكس الشباب يقول: "يجب أن تنصتوا إلينا"، للأسف العديد منا له حس استماع (ناقص) ضعيف، ليس هناك تبادل أفكار وخبرات. السمع ليس فقط استقبال صوت عبر الإذن، لكن يجب سماع صوت الآخر خصوصا الشباب من خلال اقتراحاتهم ومشاكلهم ومبادئهم ولابد من فتح نقاش معهم للأسف le partage (المشاركة أو الإشراك) من الأمور المفقودة.
+ من خلال تجربتك في المجال السياسي والجمعوي ماهي الملاحظات التي رصدتها حول المنطقة وماهي المشاكل تحتل معالجتها في برنامج حزبكم الأولوية، وما الحلول التي تقترحونها؟
- هناك من لا يعلم دور العمل الجماعي، ويظن أنه مرتبط أساسا بنجاح مُرشح وانغماسه في المقاطعة داخل مهمة التوقيعات والمصادقة على الإمضاء، نحن بالعكس ليس هذا هو الدور الذي نريده للمرشح، ما يريده الناس هو أن تكون الإنارة في الأحياء، أن يتم الرفع من وتيرة النظافة واستتباب الأمن، أن تكون المساجد (الجانب الديني)، والمدارس المُجهزة التي تساعد على التحصيل العلمي، أن تكون مستشفيات الحومة في المستوى. مايريده السكان هو إنشاء وصيانة المساحات الخضراء والفضاءات الرياضية ذات المستوى الرفيع، وفي نفس الوقت عندما نتحدث عن استراتيجية المدينة، ليس عيبا أن نبحث عن.. لن أقول "حيا صناعا"، لكن على الأقل "منشآت صناعية" يشتغل بها الناس لمواجهة العطالة، ليس كل سكان المنطقة حاصلين على مؤهل علمي عالي، هناك من هم على خلق "ولاد الناس" لديهم روح الوطنية لم يتوفقوا في الدراسة لما لا نوفر لهم مجالا لكي يشتغلوا ويعيلوا أنفسهم وعائلاتهم ويساهموا في تنمية المنطقة.
+ كيف هي أجواء الحملة الانتخابية بدائرة "بطانة" هل من محاولات لاستمالة الناخبين بالوعود الكاذبة وبيع وشراء الأصوات؟.
- بالنسبة لنا لابد أن نـُذكِّر بالخطاب الملكي السامي لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله لكونه خطابا قويا، له دلالات كبيرة ورسائل كثيرة لمن يهمُّه الأمر. منذ تولية جلالة الملك العرش تغير المغرب بإمكانياته وبرامجه، بانفتاحه على الداخل والخارج، بطبيعة الحال الخطاب الملكي واضح، هناك رسالتين: رسالة موجهة للمُرشحين المُنتخبين ورسالة موجهة للناخبين المواطنين. والكلام يعني من لهم غيرة على الوطن، نعلم جيدا أن المنطقة جزء لا يتجزأ من البلاد فمن لا غيرة له ولا وطنية لا أظن أننا سننتظر منه نتيجة، ولن تتغير الأمور، وهذا زمن التغيير بعد دستور جديد، الرسائل كانت موجهة للمواطنين لحثهم على الشفافية والنزاهة، لنتكلم بصراحة : كنا نسمع أن الأصوات تـُباع وتـُشترى، والعزوف عن التصويت وهي أمور تؤثر على نسبة التصويت التي تصبح قليلة، فيستغل الأمر متلاعبين بالانتخابات، الرسالة واضحة، علينا أن نقود حملات تحسيسية لفائدة المواطنين. يجب أن يصوتوا ويختاروا مُرشحهم بكل حرية وبكل طلاقة، وأن لا يؤثر على قرارهم أحد لا ماديا ولا بالوعود الكاذبة. في خطاباتنا في الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لا نُكثر من البرامج، لأن كل ظرف له خصوصياته، بطبيعة الحال سندخل للجماعات المحلية بإذن الله، ما نقوله هو أننا نوجه رسائل للناس ونقول لهم: صوتوا بقلبكم وبغيرتكم على منطقتكم .. صوتوا بغيرتكم على بلادكم .. صوتوا بوطنيتكم .. صوتوا بأحاسيسكم، إذا كنا سنرى نفس الوجوه بنفس الطرق التي كانت في القديم فهذا مؤسف، بالعكس لدينا أمل شبابا ورجالا ونساءا وشيوخا وأطفالا، "بلادنا" تحسنت وستتحسن أكثر.