المحلل السياسي قصوري: لا تنمية مستدامة دون جهود تشاركية تجمع أطراف المجتمع المدني

المحلل السياسي قصوري: لا تنمية مستدامة دون جهود تشاركية تجمع أطراف المجتمع المدني

استبعد المحلل السياسي إدريس قصوري حدوث تنمية مستدامة دون جهود تشاركية تجمع أطراف المجتمع المدني، مضيفا بأن الرهان اليوم لم يعد مقتصرا على الدولة لوحدها كما كان في السابق، ولكن من خلال أيضا تحول المواطن إلى صانع للسياسة وليس موضوعا لها، بحيث يصير حاضرا بقوة في تخطيط القرار وصياغته قبل القيام بدور المراقبة والمتابعة.

وشدد قصوري الذي كان يتحدث من خلال النشرة الإخبارية لقناة "ميدي 1 تيفي"، يوم أمس، على أنه ورغم الثقافة السائدة لحد الآن، والتي تلمح إلى شبه انعدام الثقة في المؤسسات، إلا أنه وعلى أرض الواقع يمكن القول بأنها متوفرة، مستدلا بوجود أكثر من 100 ألف جمعية. وبالتالي، يستطرد المحلل السياسي، فإن الرابط التشاركي يقوم على انخراط هؤلاء الذين يعدون قاعدة واسعة ومتنوعة في كل المجالات، حتى يكونوا أرضية صلبة لهذا العمل، علما أن لدينا نخبا غنية وفعاليات مدنية من الممكن أن تعطي للبلد الشيء الكثير، فضلا على وجود ثقافة التطوع، وقواعد دستورية بقدرتها منح دينامية وحركية للمجتمع، إلى جانب قوانين مستجدة تدعم هذا الاتجاه.

أما فيما يخص شروط هذه المشاركة التشاركية، فحددها إدريس قصوري في مواثيق جديدة بين المسؤولين تتأسس على الحكامة وخدمة الشأن العام، وكذا محاربة ما يعرف بـ"المال السايب". الأمر الذي سيمكن من وضع الثقة في المؤسسات والإقتراب منها أكثر، ناهيك عن ربط صلات الحوار المحلي عن طريق فتح قنوات مرنة للإخبار مع عامة الناس، ونقاش مشاكلهم اليومية والحيوية.

وفي جوابه على طبيعة المعوقات التي من المحتمل أن تحول دون تحقيق مبتغى المشاركة الشعبية، قال: "هي الإرتهان إلى اعتماد التخطيط على أساس عملية التدخل "الأزماتي"، دون الدراسة التي تنبني على المدى البعيد"، وأيضا عدم تحديد الجهات المعنية أهدافا عامة في تجاهل للثقافات المحلية وحرمانها من الإمكانيات المالية لإنزال المشاريع على أرض الواقع.

وفي هذا السياق، اعتبر المتحدث العلاقة بين نجاح المشاركة الشعبية وتحقيق مشاريع التنمية المحلية أمرا لا جدال فيه، معللا بتغير عالم اليوم عن سالفه. انطلاقا من الحضور المدني للمواطن والساكنة أفرادا وجماعات، نخبة وعامة في صلب القرار السياسي وعلى مستوى جميع مراحل العملية التنموية، مقابل القطع مع ثقافة الماضي التي كان كل طرف يلوم الآخر وهو جالس وراء الستار ولا يتحرك، فقط ينتقد ولا يشتغل. فالواقع تحول، يفيد قصوري، ومن المفروض أن يكون كافة المغاربة حطبا من أجل صناعة مستقبلهم، وليس الاشتغال بيد واحدة أو بطرف واحد أو عضو واحد، وإنما على شكل "سمفونية" وتركيبة منسجمة في ذات الاتجاه لغرض بلورة نظام المستقبل الذي قال عنه الملك محمد السادس بأنه "ثورة.. وثورة حاسمة في هذه المرحلة".

وفي ختام تصريحه، خلص المحلل السياسي قصوري إلى أن اعتبار المشاركة الشعبية رافعة ومنصة وجسر ومحطة، لأنها غاية الغايات، بل وسيلة وهدفا في الآن عينه. داعيا إلى تحرك الجميع في أفق إنجاح هذه الإستراتيجية على المدى البعيد.