اقتراع 4 شتنبر يتوج "الكرموس الهندي" فاكهة الموسم الانتخابي

اقتراع 4 شتنبر يتوج "الكرموس الهندي" فاكهة الموسم الانتخابي

ترتفع مؤشرات الحنان والطيبوبة والعطف في الحملات الانتخابية، فيصبح السيد الوزير يلقب نفسه بخوكم الفلاني، ويصور رئيس الحكومة وهو يضع راحة يده على رأس طفلة، فيما تعانق وزيرة سابقة مواطنا، ويحرص وزير سابق على التقاط سيلفي له مع "مول الفران".. هي الصورة إذن، وتأثيرها على المتلقي، لكن الصور التي تظهر حجم كبيرا من الحنان، هي تلك التي تظهر مرشحين في الشارع أثناء قيامهم بحملاتهم الانتخابية وهم يلتهمون فاكهة الموسم الانتخابي، "الكرموس الهندي"، فما الذي يغري المرشحين لأكل "الكرموس الهندي" في حملاتهم الانتخابية؟ يرتبط الهندي، أو الزعبول أو اكناري، أو التين الشوكي، في المخيال الشعبي، بتأثيره على الأمعاء، حيث يسبب في حالة الإفراط في تناوله بعسر الهضم وتشنجات على مستوى المخرج، يؤدي بصاحبه إلى الإحساس بألم كبير، لكن يبدو أن سياسيينا يدركون هذه المعلومة الصحية، ويكتفون بواحدة أو إثنين، مشددين بالدرجة الأولى على التقاط صورة أو أكثر وهم يمدون أيديهم لالتقاط الهندية مصحوبة بابتسامة عريضة مع مول الهندي، أليس ذلك من صميم الشعبوية؟ ولا فرق في هذا الوضع الشعبوي من حيث الحرص في الظهور أمام كروصة الكرموص الهندي، بين حملة انتخابية لوزير الشؤون الخارجية، وبين برلماني، والجامع بينهما أنهما ينتميان معا لحزبين في الحكومة، الأول، صلاح الدين مزوار، أمين عام حزب التجمع الوطني للأحرار، والثاني محمد سالم البيهي، البرلماني عن دائرة العيون باسم حزب العدالة والتنمية، الأول ظهر ملتهما الزعبول في العاصمة الاقتصادية، والثاني التهمها في أخفنير بإقليم طرفاية.. فهل هو تشبت المعنيين بالأمر بالحصانة البرلمانية وما توفره من امتيازات، مهما كلف أكل "كرموص النصارى" من عصمة وحصانة؟.