الحركة الأمازيغية والإنتخابات: أسئلة للتفكير

الحركة الأمازيغية والإنتخابات: أسئلة للتفكير

أثناء كل موعد انتخابي يتجدد السؤال القديم / الجديد حول موقف الحركة الأمازيغية من الإنتخابات. وعكس الاستحقاقات السابقة حيث عملت الفعاليات الأمازيغية على عقد لقاءات ومشاورات تنتهي بإعلان موقف المقاطعة والمبرر أساسا بعدم اعتراف الدستور المغربي بالأمازيغية، فإنه يلاحظ هده السنة فثور على هدا المستوى (باستثناء حسب علمي موقف المقاطعة الذي عبرت عنه منظمة ازرفان  والتنسيقية الوطنية للحركة الثقافية الأمازيغية موقف (طلبة). ولم تعبر و لم تعبر التنظيمات والتنسيقيات الأمازيغية الأخرى وطنية كانت أو جهوية عن أي موقف. و في المقابل أثار انتباه المتتبعين انخراط وترشح أسماء عديدة معروفة كفعاليات أمازيغية في لوائح العديد من الأحزاب "يمينية" أو "يسارية"، باستثناء العدالة والتنمية، بل وضع بعضها على رأس اللوائح محلية كانت أو جهوية.

 فهل انتفاء المبرر الاساس للمقاطعة بعد الاعتراف الدستوري بالأمازيغية سنة 2011 على علاته هو الذي لطف موقف أغلب الإطارات الأمازيغية من الانتخابات؟.

 ثم ما هي المعايير المعتمدة (عائلية- قبلية- إيديولوجية- براكماتية …) لدى مناضلي الحركة الأمازيغية لاختيار الانتماء لحزب ما؟.

ثم هل الابتعاد عن  العدالة ولتنمية دليل على تعمق الشرخ بين الاثنين بسبب مواقف الحزب من الأمازيغية وخاصة تصريحات أمينه العام؟.

وفي الأخير هل يعتبر الانخراط الملاحظ لمناضلي الجمعيات الأمازيغية في الأحزاب السياسية مؤشرا على انسداد الأفق السياسي لديهم و بداية تحول ما على مستوى تعاطيهم مع الفعل الحزبي  تسيير الشأن العام ؟.

هذا التحول قد يؤدي مستقبلا إما إلى تأسيس إطار سياسي جديد أو إلى «اختراق  » جماعي لحزب ما وتحويله من الداخل كما فعل جزء من الإسلاميين مع حزب الخطيب مع بقاء جزء من الحركة الأمازيغية وفيا لموقف المقاطعة، مستنسخين بذلك تجربة الإسلاميين الليسار المنقسمين بين مشارك (العدالة والتنمية- النهضة و الفضيلة - فيدرالية اليسار) ومقاطع (العدل والإحسان -النهج الديمقراطي )، مع الأخذ بعين الاعتبار استراتيجيات التحالف في الكواليس بين المقاطعين والمشاركين حسب الحد الأدنى الإيديولوجي المشترك.