تفاصيل الفخ الذي تم نصبه لإسقاط الصحافيين الفرنسيين "للي بغاو يحلبو ملك المغرب" !

تفاصيل الفخ الذي تم نصبه لإسقاط الصحافيين الفرنسيين "للي بغاو يحلبو ملك المغرب" !

نشرت صحيفة (لو جورنال دو ديمانش) الفرنسية تحقيقا حول التسجيلات التي أسقطت الصحفيان، إيريك لوران وكاثرين غراسيي، المتهمين بمحاولة ابتزاز ملك المغرب. ففي في الـ23 من يوليوز الماضي قرر  لوران، صاحب كتاب "ذاكرة ملك"، ربط الاتصال بالديوان الملكي بالرباط  ليطلب الحديث الى رئيس الكتابة الخاصةللملك (منير.م) بغية عقد صفقة حول كتاب من المتوقع أن يخرج إلى حيز الوجود، ويحمل اتهامات مسيئة للمغرب وللملك. وحين لم يتلق أي رد عاود الاتصال مرة أخرى في الـ 27 من الشهر نفسه.

آنذاك- تقول الصحيفة الفرنسية- قرر القصر الملكي أن يكلف محاميا مغربيا من أجل التنقل الى العاصمة الفرنسية لمعرفة سبب إصرار اريك لوران على ربط الاتصال.

وتشير "جي دي دي " إلى ان المحامي المغربي اتصل بالصحافي إيريك لوران ليتفقا على تحديد موعد مرتقب حدد له الـ11 من شهر غشت الجاري تاريخا للقاء في باريس بمطعم "رويال مونسو".

وأضافت الصحيفة  أن أيريك لوران، خلال هذا اللقاء الأول وجها لوجه مع المحامي المغربي، أسهب في الحديث عن تحضيره لنشر كتاب حول المغرب بمعية كاترين  غراسيي، غير انه لم يكن على علم بأن هاتفا ذكيا من الجيل الجديد كان في وضعية تسجيل.

ويستشف من التسجيل الصوتيالذي وضع تحت تصرف العدالة الفرنسية، تقول "جي دي دي"، ما يلي:

- ما الذي تريدونه؟ يسأل المحامي المغربي.  

- أريد ثلاثة.

- ثلاثة ماذا، ثلاثة آلاف، يسأل المحامي.

- لا، ثلاثة ملايين.

- ثلاثة ملايين درهم؟

- لا، ثلاثة ملايين أورو.

بعد اجتماع الأول بين الصحافي الفرنسي والمحامي الذي يمثل الجانب المغربي، بدا المبلغ الذي يطالب به الصحافي إريك  لوران مقابل استعداده للتخلي عن نشر كتاب مقابل تسليمه مبلغ  ثلاثة ملايين أورو مبالغا فيه فقررت المملكة المغربية وضع شكاية في الموضوع لدى النائب العام بباريس. وهذا ما تم في الـ20 من شهر غشت الجاري، حيث وُضعت شكاية لدى نائب الجمهورية في محكمة باريس، فرانسوا مولان، ضد الصحافي إريك لوران، الذي وجد نفسه أمام ما يشبه "قضية دولة" بملف "ابتزاز ومساومة، وعصابة، مما جعله يحيل الملف على فرقة مكافحة الجرائم ضد الأشخاص بباريس.

وفي اليوم الموالي عقد المحامي المغربي، تواصل "جي دي دي" (جورنال دو ديمانش)، اجتماعا جديدا مع الصحافي الفرنسي تحت مراقبة الشرطة والنيابة العامة الفرنسيتين، تم خلاله تسجيل أقوال إريك لوران كما تم أخذ صور.

وبما أن الامر يهم التنصت على صحافي، فقد أوكلت المهمة بذات المطعم الذي تم فيه اللقاء السابق، للمحامي المغرب بهاتف ذكي واضح الصوت وغير خاف عن الأعين.

فبعد نقاش مبدئي وافتتاحي للجلسة حول الطقس والربط الجوي بين المغرب وفرنسا وحول منطقة النورماندي حيث يتوفر الصحافي إريك لوران على منزل بها، انطلق المحامي المغربي في التذكير بمجريات اللقاء الأول والحديث الذي دار بينه وبين الصحافي اريك لوران.

"تتوفرون على معلومات مهمة، معلومات حساسة التي يمكن أن يكون لها تأثير مهم على المغرب وذات طبيعة من شأنها زعزعة النظام الملكي.. وقال: " إنك أنت والسيدة غراسي، مستعدان للتخلي عن نشر كتاب.. وبشكل عام أنه بخصوص  المعلومات الحساسة التي تتوفران عليها تلتزمان بنسيانها". ليكون جواب الصحافي الفرنسي اريك لوران " نهائيا، بالضبط". يبدو الاتفاق واضحا. ليقول المحامي المغربي لا أحد يريد، ولا يأمل في أن ينشر كتابا ثانيا" مطالبا بضمانات من الصحافية الفرنسية كاترين غراسيي "يمكنكم الحصول عليها" تجيب المحامي المغربي. ليطلب المحامي المغربي "بسكوتة" في إشارة الى أشياء ملموسة  حول المعلومات التي يمكنها أن تحرج المغرب وفي حوزتهما.. ليتم الحديث عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وعلاقته بالنطام في المغرب والبنك السويسري "آش إس بي سي". وبعدها يوجه المحامي المغربي للصحافي الفرنسي سؤالا: " هل تعرف (كاترين غراسيي)  - التي تحب الفروسية-  أننا نلتقي"، ليأتي الجواب أنها على علم بالتفاصيل.  مؤكدا أنها على علم بمبلغ الثلاثة ملايين.. ومستعدة في حالة الوصول الى اتفاق ان توقف كل شيء، الكتاب، المقالات، والمداخلات العمومية، ليشير المحامي المغربي انه ليس لديه تكليف للحديث عن المبلغ اليوم...

وعلى أساس هذه التسجيلات فتح تحقيق قضائي من طرف النيابة العامة لباريس، ويتولى ثلاثة قضاة تحقيق البحث في هذا الملف الذي اعتبر المحامي دوبون أنه "خطير على نحو استثنائي".

وخلال الاجتماع الثالث الذي عقد الخميس الماضي (27 غشت 2015) حوالي الساعة الحادية عشرة صباحا في مطعم راق وسط باريس بعدما رفضت الصحافية كاثرين عقد الاجتماع في الفندق محل إقامة المحامي المغربي، تحت مراقبة الشرطة، يتواصل النقاش الى الرابعة بعد الظهر فيتخلى فيه الصحافيان عن إمكانية خلق مجموعة شركات لتلقي المبلغ المال. وخلال هذا اللقاء أشارت الصحافية كاثرين غراسيي أنها تتوفر على تقرير للاسخبارات الفرنسية الخارجية حول جلالة الملك محمد السادس منجز حول زياراته السابقة الى فرنسا. وقد طلب المحامي ضمانة، أي تعهد خطي بعدم نشر التقرير الاستخباراتي، في حين طالبا بتسبيق مالي ، ليتم الاتفاق على مليوني أورو" تم تسليم 80 ألف أورو  لإريك  لوران ولكاثرين غراسيي، اللذين ووقعا على عقد بالاستيلام، تم نسخه في ثلاث نسخ ، وهو  توقيع يؤكد تورطهما وابتزازهما.