الشيخ حسن الكتاني: أخشى أن يصل المغاربة إلى الكفر بالعملية الإنتخابية

الشيخ حسن الكتاني: أخشى أن يصل المغاربة إلى الكفر بالعملية الإنتخابية

قال الشيخ حسن الكتاني إن الإنتخابات القادمة هي انتخابات بلدية وجهوية لا علاقة لها بالتشريع، بل لها علاقة بتسيير الحياة العامة ردا على السجال الذي دار بين الشيخين القباج وعصام المراكشي، مبديا رفضه للإنتخابات التشريعية بدعوى تشريع البرلمان لأمور تخالف للشريعة الإسلامية، فالبرلمانات- حسب الكتاني- قد تحلل ما أجمع العلماء على تحريمه أو تحرم ما أجمع العلماء على تحليله، كما يتحدث عن انتخاب القوي الذي يستطيع تنفيذ مايريد دون اكتراث بالقرارات الفوقية والأمين الذي لا يسرق أموال الناس، كما يتطرق الى اختلاف التقديرات بين الأصوليين فيما يخص العملية الإنتخابية، مشيرا على سبيل المثال الى موقف الشيخ الفيزازي الأخير والذي جاء فيه "أشعر بأنني لا انشط بتاتا لصالح أي أحد".

 

جاء في إحدى تدويناتك بـ "الفيس بوك" بأن الإنتخابات الجماعية والجهوية لا علاقة لها بالتشريع، بل لها علاقة بتسيييرالأمور اليومية، في أي سياق تندرج هذه التدوينة؟

هذا التعليق جاء على هامش الحوار الذي دار بين الشيخين الفاضلين البشير عصام المراكشي وحماد القباج، فالشيخ البشير تحدث عن الإنتخابات بشكل عام وبين موقفه منها، ومال الى عدم المشاركة بتاتا وأن فيها محظورات ومسائل فيها نظر، والشيخ القباج وافقه في بعض ما قال وخالفه في بعض ما قال. وأنا قلت بأن الإنتخابات القادمة هي خارج هذا الحوار ككل، فهي انتخابات بلدية وجهوية لا علاقة لها بالتشريع بل لها علاقة بتسيير الحياة العامة.

ما الذي يجعلك تفضل الإنتخابات الجماعية والجهوية، هل لكونها لا علاقة بالتشريع كما هو حال الإنتخابات التشريعية؟ وهل للأمر ارتباط بمرجعيتكم الفكرية التي تعتبر الله هو مصدر التشريعات؟

التشريع هو عقيدة كل مسلم وبما أن برلماناتنا مع الأسف لا تتقيد بهذا القيد، بمعنى أنها قد تشرع أمرا يضاد الشريعة الإسلامية أو يخالفها فهنا يأتي المحظور، بأن تحلل ما أجمع العلماء على تحريمه أو تحرم ما أجمع العلماء على تحليله، بمقتضى الديمقراطية، فالديمقراطية تقول بأن الشعب هو مصدر السلطات ومصدر التشريعات، فهذا هو المحظور الذي أتحدث عنه.

هذا يعني أنكم لن تدعموا المشاركة في الإنتخابات التشريعية القادمة؟

لا..ليس صحيحا، فقد يدعم الإنسان ما يرى أنه الأصلح وأنه لايخالف الشريعة الإسلامية.

بمعنى ؟

بمعنى قد تترشح بعض الأحزاب الإسلامية التي تعلن بأن من مشروعها الإصلاح وعدم مخالفة التشريعات الإسلامية، ومن العلماء من يميل إلى انتخاب هؤلاء ويرون بأنه دفع للشر الأكبر بالشر الأصغر ومنهم من قد يخالف هذا الرأي، حيث يقولون بأن هؤلاء هم أصلا لن يفعلوا شيئا، وليست لهم من السلطات التي تمكنهم من ذلك، فهم يقاطعون العملية برمتها.

في هذا الإطار، نلاحظ أن عدد من الأحزاب الإسلامية بعدد من البلدان العربية تخوض الإنتخابات التشريعية، ما تعليقك؟

طبعا هؤلاء لهم نظرتهم الشرعية لهذا الأمر ولهم علمائهم الذين أفتوا في هذا الأمر والمسألة مسألة نقاش بين العلماء.

وما المقصود بتصريحك الذي تتحدث فيه عن " انتخاب القوي، الأمين والأقرب للخير في الحي والمنطقة " هل هو تلميح لمرشحي حزب العدالة والتنمية؟

أنا لم أحدد لا عدالة وتنمية ولا نهضة وفضيلة ولا غيرها، فكل شخص يحب أن يرى في حيه من يحل له مشاكله، فإذا جئت إلى إدارة من الإدارات العامة ووجدت فيها شخصا يسرق أموال الناس ويرتشي وما إلى ذلك فهذا لا حدث لي به، لكن إذا اخترت إنسانا مستقيما، متقيا الله سبحانه وتعالى وينفع الناس، فلا شك أن هذا سينفعنا جميعا، هذا هو الذي قصدت .

ومن هو القوي في نظرك؟

القوي هو الذي يستطيع أن ينفذ ما يريد، لا تغلبه قرارات فوقية ولايغلبه مدير فوقه وما إلى ذلك فيفرض عليه أمورا لايحب أن يفعلها، والأمين هو من لايسرق أموال الناس.

ولكن المجالس الجماعية والجهوية مؤطرة بقوانين، فالأمر لا علاقة له بقوة المنتخبين كما تقول؟

من ينضبط للقوانين المنظمة ولايخرقها فهذا قوي.

وفقا لتجربتك في الحقل السلفي، هل ستصوت الحركة الأصولية بجناحيها الإخواني والسلفي لصالح حزب العدالة والتنمية في الإنتخابات الجماعية والجهوية؟

هذا الأمر يختلف من بلد الى آخر ومن مدينة الى أخرى ومن منطقة الى أخرى، هناك من سيقتنع بأنه سيصوت لصالحهم لأنه يرى بأنهم أفضل من غيرهم وهناك من يرى أنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا يعني كفر بالعملية الإنتخابية برمتها.

بمعنى أن السلفيين لن يصوتوا لصالح العدالة والتنمية؟

أنا أولا لست ناطقا بإسم السلفيين، لكن الذي أرى أن هناك حالة من الإحباط بين كثير من الناس، يرون أن العدالة والتنمية قدمت وعودا ضخمة لكنها لم تنفذ شيئا من ذلك أو لم تستطع أن تنفذ، الأمر سيان لأن النتيجة واحدة ولذلك فهم يقولون ما جدوى هذه الإنتخابات أصلا، لكن هناك من يقتنع بأنه يمكن ان ينتخب من ينفع.

هذا يعني أن حزب النهضة والفضيلة قد يستفيد من هذا الوضع؟

ما عساي أقول لك..اذا كانت العدالة والتنمية الأقوى والأكثر تنظيما ولها شعبية واسعة ومع ذلك لم تستطع أن تنفذ ما وعدت به فمابالك بحزب آخر، وأي حزب يقدم وعودا للناس سيكون في نفس الحالة التي كانت عليها العدالة والتنمية. فالإشتراكيون قدموا وعودا ضخمة سابقا ولم ينفذوا منها شيئا ولم يستطيعوا تنفيذ ما أرادوا، وجاءت العدالة والتنمية والتي عقد عليها الناس آمالا ضخمة، لكنهم لم يروا كثيرا من ما وعدتهم به. وأخشى ما أخشاه أن يصل المغاربة الى حالة من الكفر بالعمل الإنتخابي كله، وهذا الذي يحصل مع الكثير من الناس، فالناس حصل لهم بعد الربيع العربي نوع من الإنتعاش، لكن بعد أن أحبط الربيع العربي عادوا الى حالة الإحباط.

اذن، هناك اختلاف في التقديرات بين الأصوليين فيما يخص العملية الإنتخابية؟

هذا الإختلاف موجود في صفوف المغاربة جميعا ويكفي أن الشيخ الفيزازي الذي أعلن في السابق عن تأييده للعمل الإنتخابي وبأن دفع الشر لن يتأتى بالجلوس في البيوت، حتى أنه دعا الى تأسيس حزب سياسي  ومع ذلك كتب تدوينة في "الفيس بوك" قال فيها "أشعر بأنني لا أنشط بتاتا لصالح أي أحد".

يعني أنه تراجع عن مواقفه المعلنة سابقا؟

لا.. هو لم يتراجع، لكنه وجد أن ما كان يتبناه لم يجد منه شيئا، اذا كان هو يشعر بهذا الشعور، فإذن ماذا سيشعر غيره.

تقصد تجربة حزب العدالة والتنمية في الحكم؟

نعم.. حزب العدالة والتنمية لم يترك له مجال لكي يعمل وضيق عليه، فإذن ظهر بأنه لم يفعل شيئا.