خلق الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس في عيد العرش صدى طيبا لدى المغاربة المقيمين في بلجيكا و هولندا خاصة الفقرات التي تضمنها الخطاب الملكي حول وضعية المهاجرين المغاربة و عمل بعض القناصلة من اهتموا بمصالحهم الشخصية أو الأمور السياسية و لتقريب الرأي العام الوطني في الداخل ، قمت بإجراء العديد من المقابلات و الاتصالات مع الفاعلين المدنيين و قناصلة بلجيكا و هولندا لاستفسارهم حول موضوع القناصلة المشار إليه في الخطاب و ردود أفعال المعنيين و المهتمين بشؤون الهجرة المغربية في بلجيكا و هولندا.
في اتصال هاتفي مع قنصل المملكة المغربية بامستردام ، طلال جنان عبر هذا الأخير بقوله ، بان وزارة الخارجية بصدد إصدار تعليماتها و بالتالي فان اي رد فعل يجب ان يكون مرتبطا أولا بتفعيل القرارات الوزارية و أضاف بان قنصلية أمستردام مفتوحة للجميع و تعمل بشكل طبيعي و أن الاتصالات جارية مع وزارة الخارجية لتحسين و تقديم الخدمات و توفير شروط عمل أفضل للموظفين و المستخدمين بالقنصلية التي هي رهن إشارة مغاربة أمستردام
بالنسبة لقنصلية أوتريخت فقد ربطت الاتصال هاتفيا و لا من مجيب بعد عدة محاولات فكان الانتقال إلى مدينة دنبوش فكانت الآلة المجيبة سيدة الموقف طبعا بعد الاستماع إلى الاختيارات وبعد أكثر من اتصال توقفت اخيراً في الحديث مع السكرتيرة التي بدأت بطرح أسئلة تتعلق بإقامتي و عنواني و كان ردي طبعا هو أن لدي أسئلة أريد طرحها على القنصل و كان الجواب سريعا ، " اترك الرقم و سيتم الاتصال بك ! "
طال الانتظار و ذهب الوعد مع الريح كما يقال ، لذا قررت الاتصال بقنصل روتردام وكان رد الآلة المجيبة ، " مكتبنا مغلق " و هكذا كانت نتيجة الاتصالات التي حاولت من خلالها الاقتراب من مواقف القناصلة الأربع من خطاب العرش الذي ألقاه الملك منتقدا سلوك بعض القناصلة .
و بما أن الخطاب كان يهم بالأساس مغاربة المهجر فقد نزلت إلى شوارع بعض المدن الهولندية للتحدث مع المهاجرين مباشرة دون أية وساطة ثم انتقلت بعد ذلك إلى استجواب بعض الأُطر الجمعوية في كل من بلجيكا و هولندا وكان الردود كالتالي-
السيد محمد ملوش مؤطر للجمعيات المغربية ورئيس موسسة دعم و مساندة المغاربة اعتبر الخطاب الملكي صرخة تجاه بعض القناصلة ، و دعا الى نقاش حقيقي مع جالياتهم و الابتعاد عن حفلات الكعك و القفطان و قال بان الديبولوماسية لا تعكس واقع و مصالح مغاربة هولندا و نادى بضرورة البحث عن طرق عُمِل تواصلية مع المهاجرين و فتح نقاش و بلورة ستراتيجية تشاركية مع الجالية في كل القضايا التي تهمهم بعيدا عن أسلوب الزبونية و باك صاحبي، الذي يطبع سلوكات بعضهم في التعامل مع مغاربة هولندا ، لذا فان على القناصلة الآن التعامل بجدية مع الخطاب الملكي و تغيير عقلياتهم و طرق تعاملهم مع باقي مكونات الجالية المغربية فكفى من الاحتفالات دون أهداف مرسومة و على القناصلة بتقديم نقد ذاتي و تمثيل حقيقي للمغاربة لتشريف صورة المغرب في بلد الإقامة .
و في الأخير ، اعتبر محمد ملوش الأخذ بأيادي القناصلة الآخرين الذين تواصلوا مع مغاربة هولندا و زرعوا التفاؤل في المجتمع الهولندي خاصة و أن أكثر من 365 ألف مغربي مقيم في الديار الهولندية .
السيد حسين عمارتي ، رئيس الرابطة للتنمية بتاركيست ، الخطاب الملكي نحن معه خصوصا ما تعرفه بعض القنصليات من خروفات يكون عادة وراءها بعض الموظفين و القناصلة ليسوا هم وحدهم المسؤولون عما يجري داخل بعض القنصليات و نتمنى أن تقع تغييرات جذرية و الاعتماد على موظفين مغاربة من الجيل الثاني و الثالث لدراستهم بقيم و عادات المجتمع الهولندي و المغربي معا خاصة و أن الشباب المغربي لديهم تكوين عالي و يتحدثون لغات متعددة و هو حافز للتواصل مع كل أجيال الهجرة ، ففي أمستردام مثلا حوالي 45 ألف مغربي مقيم خصص لهم بناية لا تستجيب لحاجيات المغاربة و ندعو وزير الخارجية بتفعيل ما جاء في الخطاب الملكي و متابعة القرارات الصادرة .
السيدة أحمد مركوش، برلماني مغربي قال في رده على السؤال المتعلق بالخطاب و الهجرة المغربية بان هناك تاخر حاصل خاصة لمغاربة الريف و الحكومة لا تقوم بأي شيء بل أنها تستلب حقوقهم و دعا الى تغيير النظرة الى المهاجرين و عدم اعتبارهم بقرة حلوب و طالب بتغيير المؤسسات و تحسين للخدمات خاصة في القطاعات الصحية و التعليمية و إعادة الاعتبار إلى الريف ، خاصة و أن المهاجرين المنحدرين من منطقة الريف يجلبون المليارات ، لكن الحكومة غائبة و دعا آلى توظيف أُطُر مغربية متعلمة و دمقرطة المؤسسات الحكومية و إعادة الاعتبار إلى الريفيين خاصة في المناطق التي ضربها التهميش و قال بان القناصلة لا دور لهم قيما يحصل بل حمل المسؤولية للولاة و رؤساء الجماعات القروية.
السيدة نادية المساوي ، ناشطة حقوقية بامستردام عبرت عن رفضها تحميل المسؤوليات فقط للقناصلة و قالت " ان الخلل ليس في الأفراد وحدهم ، ان الفساد و تغليب المصالح الخاصة على العامة ، مرده إلى الخلل في المؤسسات و تواطؤ المجالس في المغرب و تكالبوا على المهاجرين المغاربة ، يجب أن تتغير العقليات في الداخل و في الخارج و الكف عن اعتبار مغاربة أوروبا و غيرها مصدرا لجلب الأموال و قد نوهت بالخطاب الملكي و اعتبرته صوتا قويا جاء ليؤكد معاناة آلاف المغاربة في مكاتب القنصليات و انتقدت الحكومة المغربية و مجالسها التي تحركت مباشرة بعد الخطاب و ليس قبله !
ببروكسيل ، عبر محمد عكاشة بقوله ، الخطاب كان قويا ادخل الرعب - حسب قوله - في العديد من المسؤولين داخل و خارج المغرب و اعتبر اللغة التي اعتمدها الملك محمد السادس في خطابه حول بعض القنصليات ، لغة تكشف الواقع اليومي لمعاناة مغاربة بلجيكا من شر الفساد و التحقير و دعا المسؤولين في البلاد إلى تفعيل ما جاء في خطاب الملك و إلغاء جميع المجالس التي تدعي اهتمامها بالجالية المغربية ، لأنها مضيعة للوقت و للأموال .
محمد عامري طالب ببروكسيل و يقيم بانفرس تحدث بمرارة عما تعرفه القنصلية و عبر عن سعادته بالخطاب الملكي و الذي جاء حسب رأيه في الوقت المناسب و تمنى ان تحدث تغييرات جذرية في العمل و الاستقبال و الاعتماد على الحواسيب الآلية و يتمكن المغربي من سحب وثائقه دون انتظار و زبونية .