قبل أن توافيه المنية صباح يوم أمس السبت، زار وزير الصحة الحسين الوردي المرحوم محمد بناني الناصري، الكاتب العام للنقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، واقترح عليه نقله من مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، حيث كان يتلقى العلاج، نحو أي وجهة استشفائية عالمية من اختياره، على أن تتولى الوزارة جميع التكاليف. فماذا كان رد الدكتور بناني؟
لقد شكر الوزير بطبيعة الحال، وأخبره بأنه قضى حياته كاملة مناضلا من أجل المستشفى العمومي، وأنه يثق في الخبرة الطبية المغربية وفي المستشفى العمومي، وأنه يحلم باليوم الذي تعمم في التغطية الصحية على جميع المغاربة، وباللحظة التي يستفيدون فيها جميعا من التامين على الخدمات الطبية.
رحم الله الدكتورمحمد بناني الناصري الذي ظل إلى آخر رمق مؤمنا بالقضية التي ناضل من أجلها سياسيا ونقابيا، وأعطى مثالا أمام الوزير عن معنى النضال الصادق الذي لم يتكسر أو يضعف أمام المرض والموت.
و للإشارة، فقد وري جثمان الدكتور محمد بناني الناصري، بعد صلاة الظهر ليوم الأحد الثاني غشت 2015، بمقبرة الشهداء في الدار البيضاء؛ بحضور جمع غفير من أصدقائه ورفاق دربه في المجال السياسي و الحقوقي و الطبي.
أثناء تشييع جنازة الراحل بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء