الجوهرة الزرقاء مدينة السعيدية مفخرة ومتنفسا وقطبا سياحيا مهما في الجهة الشرقية ، شاطئها الرائع الذي يمتد على طول 14 كلم ورملها الذهبي الرطب لا يكاد يوجد في جهة أخرى ، قربها من سلسلة المناطق الجبلية كزكزل وتافوغالت يجعل السائح الأجنبي والوطني يكتشف طبيعة رائعة قلما توجد في مناطق أخرى ، التفاتة الملك جعلها وفي اطار المخطط الأزرق تحظى بإعادة هيكلة ، وبمارينا رائعة ومحطة سياحية أصبحت قبلة لمحبي المنتجعات المتواجدة في البحر الأبيض المتوسط ، صحيح ان الانتقادات وجهت إلى المحطة ، لكن لا بد من تظافر الجهود لبلوغ الأهداف المنشودة لا سيما وأن المدينة يتعدى سكانها في يوليوز وغشت 500000 ألف ساكن، والحال أن الجماعة الترابية تتوفر على ميزانية طفيفة للسكان الأصليين المحدودي العدد ، الأكثر من ذلك تم إدماج جماعات قروية في المدينة وصارت تشكل جزء من مجالها الحضري ولم تف الوزارة بوعودها لإعادة هيكلة هذه الجماعات الشيء الذي أدى إلى عدم التناسق بين ما تم إنجازه في المدينة والمحطة السياحية وبين ما تبدو عليه الجماعات المدمجة من انعدام الجمالية والتأهيل وتوفير ظروف السكن و المجال المعماري الملائم . الأكثر من ذلك عملت الجماعة مشكورة لإعادة هيكلة سوق الخضر وبعد المجهوذات المبذولة فتح التجار دكاكينهم في هذا السوق رغم أن البعض منها لا زال مغلقا بسبب ضيق ذات يد بعض المعوزين ، لكن الأمر المؤسف حقاً والذي يدعو إلى الإحباط وعدم مسايرة الرغبة الملكية في السير بالمدينة إلى الأمام وجعلها في مصاف المنتجعات الراقية ، انه لا احد يعاني من الغيرة والحرقة على المدينة ، فالسوق رغم انه جديد ، فان النفايات متراكمة على جنباته ، وكان على التجار أن يؤسسوا جمعية تنضوي تحت فدرالية التجار للذود عن مصالحهم والحرص على نظافة السوق ونظامه، ومحاورة الجهات المختصة من أجل توفير الماء لباعة الأسماك والدجاج اللذين يشتكون من عدم التوفر على الماء ، ولعل المعضلة الأخرى التي لا تقل أهمية عن العشوائية وانعدام شروط النظافة ، هي احتلال السوق أسبوعيا من طرف الباعة المتجولين وما يستتبع ذلك من فوضى عارمة وتراكم الأزبال وانتشار الروائح الكريهة ، وسخط أصحاب المتاجر الملزمين بأداء مستحقات قروض الأبناك شهريا على اعتبار أن المنافسة شرسة بينهم وبين الباعة المتجولين اللذين يشتكون من عدم وجود سوق أسبوعي مخصص لهم ، بالطبع لا يمكن أن نتحدث عن قطع الأرزاق، لان قطع الأرزاق أقوى من قطع الأعناق. وبالمناسبة احيي رجال السلطة والمنتخبين الذين يتمتعون بسعة الصدر ومعاملة المتخاصمين من التجار معاملة تليق بالمواطن الكريم، ولكن الفوضى العارمة جعلت السوق عبارة عن مشتمة جماعية وعن فضاء منعدم المنافذ بسبب احتلال الفضاءات المخصصة لمرور الزبناء وما يستتبع ذلك من فوضى وتراكم النفايات وتسوق الزبون في ظروف صعبة ومعاناة التجار المتوفرين على متاجر خولت لهم بصفة قانونية ، متى ندرك أن احترام الأخر واحترام القانون ثقافة ؟ متى ندرك أن تغليب المصلحة العامة على الخاصة هو السبيل الذي أدى إلى ازدهار الدول المتقدمة ؟ متى نراجع منظومة القيم بدل مراجعة منظومة العدالة ومنظومة الانتخابات ؟ متى نحلم بذلك اليوم الذي يصير في الفرد السوي مسؤولا عن مجتمع سوي متكامل ؟ متى ومتى ومتى ؟