وبات في حكم المؤكد بروز ثلاث أقطاب سياسية كبرى على رأسها مهندس الخريطة السياسية الأول بالجهة صلوح الجماني عن الحركة الشعبية، وتيار الاستقلاليين تحت زعامة محمد الأمين حرمة الله، وتيار جديد بدأ في التشكل من خلال تحالف بين رجل الأعمال والسياسي حسن الدرهم ومحمد بوبكر المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار. إلى جانب هذه الأقطاب السياسية الثلاث الكبرى نجد حضور تيارات سياسية أخرى تتنافس على الظفر بأصوات الناخبين على رأسها تيار العدالة والتنمية تحت زعامة محمد مبارك لعبيد، وتيار الاتحاد الاشتراكي بزعامة رئيس الجهة المامي بوسيف الذي ينتظر أن يتعزز بعودة رجل الأعمال سليمان الدرهم بعد غياب طويل عن المشهد السياسي المحلي. و بالعودة بالتحليل والتمحيص في كل تيار على حدة يمكن الخروج بجملة من الخلاصات التالية: يمكن الجزم بأن تيار الجماني رغم ما تعرض له من حملات إعلامية قوية وموجات الانتقادات اللاذعة والمتكررة لازال يحافظ على قاعدة انتخابية قوية تمكنه من أن يظل اللاعب رقم واحد بالمشهد السياسي المحلي. نقاط قوة الرجل تتمثل في نظافة يده رغم ما يروج له هنا وهناك وفي أغلب الأوقات من طرف خصومه السياسيين، فهو الرئيس الذي قام بالقطع مع سياسة تسخير سيارات وآليات الجماعة لخدمة المصالح الشخصية للرئيس ومحيطه حيث يحرص على استخدام سيارته الخاصة في مختلف تنقلاته. زد على ذلك تمكنه من تخليص المدينة من مطرح النفايات القديم المحاذي لأحياء تعتبر خزان انتخابي بامتياز بالمدينة تحرص مختلف التيارات السياسية المتصارعة على استمالة أصواتها. الرجل استطاع خلال فترة انتدابه من الرفع من حقينة السيارات والآليات والشاحنات بالمرآب البلدي وإنجاز مرآب جديد يستجيب لحاجيات الجماعة، وكذا التوسع العمراني الذي تعرفه المدينة. وأخيرا تمكن الجماني خلال الفترة الانتدابية الحالية لتسييره للبلدية من الرفع من مداخيل الجماعة، الشيء الذي ساهم في إنجاز مشاريع مهمة للتبليط وتهيئة الشوارع والأزقة بأحياء ظلت ردحا من الزمن في طي النسيان من قبيل حي الرحمة و حي السلام و تجزئة القدس والحي الحسني ومدينة الوحدة. غير أن أهم نقاط قوة الرجل هو تكتمه الشديد إزاء مناوراته السياسية التي يخفيها حتى عن أقرب مقربيه، حيث يراقب في صمت تحركات خصومه السياسيين ويستفيد من أخطائهم، ويظل في النهاية الملاذ الأخير لكل المحرومين والغاضبين والمنشقين. لكن مما يؤخذ على الجماني هو تفرده بالقرار وغياب طاقم مرافق له من المستشارين، فضلا عن غياب نظرة استشرافية لديه من أجل الانفتاح على نخب جديدة ذات رؤية مستقبلية، فضلا عن فشله في تطعيم إدارة البلدية بأطر شابة إدارية وتقنية بعد أن شاخت أغلب المصالح الإدارية للجماعة، خاصة المصالح التقنية التي يعول عليها كثيرا في اقتراح مشاريع خلاقة وجالبة للثروة تمكن من إقلاع اقتصادي حقيقي وتنمية بشرية مستدامة. يتبع....