اعتبر سعيد منتسب، الكاتب والقاص، أن الملك محمد السادس لن يجد حليفا أفضل من إسلاميي "العدالة والتنمية"، لأنه يلتقي معهم في المرجعية التي تنبني عليها شرعيته.
وأضاف منتسب في تدوينة له في "فيسبوك"، أن إسلاميي "العدالة والتنمية"، "أعربوا بكل وضوح عن التفافهم سياسيا حول الملك دون قيد أو شرط، ولأن لديهم حاليا امتدادا جماهيريا يمكنه أن يلعب دور الواقي من الاصطدام مع الشارع الذي تعمل آلة ما على تدعيشه وإلباسه اللحية والنقاب.
هؤلاء الإسلاميون لا يطالبون بالملكية البرلمانية، ولا بالفصل بين السلط، ولم يخرجوا في مظاهرات 20 فبراير.
هؤلاء الاسلاميون تربوا جيدا في بيت "البصري" و"المدغري"، ويلعبون جيدا في حدود الرقعة المخصصة لهم، ويناورون برشاقة كبيرة، بغاية الاستمرار في السلطة.
في المقابل، يمكننا أن نطرح هذا السؤال: ماذا لدى اليسار- أو على الأقل بعض أطرافه- ليقدمه للمغاربة؟
اليسار يعيش، الآن، موقفا دفاعيا أمام المد الأصولي الكاسح الذي يكسب كل يوم مساحات إضافية، رغم كل الضربات التي تعرض لها.
اليسار يعول على الملك لإيقاف هذا الاكتساح. ولهذا، فهو يخرج من جلده ليتحالف بطريقة غير مباشرة مع "الاستبداد".
اليسار يعيش رهابا خطيرا يشعره بأنه يعيش نهاية ما، بأنه مهدد في وجوده، رغم أنه من الواضح جدا أن الأصولية "سياسة ملعوبة".
اليسار عوض التركيز على مطالب التحديث والدمقرطة والتنمية، بدأ يطالب بحماية المكتسبات التي تحققت في الماضي.
اليسار لم يعد هو "الشيء المثالي" للحفاظ على توازن الصراع السياسي. فقد كل شيء، القوة والعقل والفتوة.
اليسار لم يعد يتحكم في إدارة الفضاء العام، ولم يعد يفاوض للتوافق على ضبط التوازن حفاظا على الاستقرار.
فلماذا سيختار الملك اليسار، وهو يدرك أن الإسلاميين هدية من السماء، وأن وجودهم معه وفي صفه، في المحيط الإقليمي والعربي الحالي، شيء فوق الحلم؟".