أمين المظالم الوطني: "هولندا بلد عنصري"
في تصريح لأشهر برنامج تلفزيوني في هولندا Buitenhof الذي يذاع كل صبيحة أحد، قال الأمين الوطني للمظالم Alex Brenninkmeijet بان لاهاي تنتهج سياسة عنصرية. وأشار في تدخله إلى تقرير المجلس الاوروبي الأخير الذي طالب من الحكومة الهولندية مواجهة التمييز العنصري وإضافة بأن على الحكومة وضع استراتيجية وطنية لمقاومة كل أشكال الحيف والتمييز العنصري في البلاد. وإضاف اليكس بانه لا يتحدث عن حزب بعينه وإنما عن الجو العام الذي أصبح يغلب عليه الطابع التمييزي بين الأقليات ، داعيا كافة السياسيين إلى التعبئة قبل فوات الاوان، وبأنه على لاهاي أن تعيد الثقة للجميع من خلال محاربة الكراهية من خلال تنظيم حملات وطنية لمناهضة العنصرية.
تصريح الأمين الوطني للمظالم هذا جاء ليؤكد خلاصات التقارير التي صدرت مؤخراً من طرف المجلس الاوروبي وأيضا تقارير "هيومان رايتش" التي اكدت على استمرار سوء معاملة المهاجرين المقيمين شرعيا فوق التراب الهولندي، كما ان الحكومة الهولندية التي يقودها الحزب الليبيرالي بتحالف مع حزب العمل شددت الخناق على المهاجرين وأسرهم من خلال التهديد بإلغاء التعويضات العائلية وتعويضات الأطفال في البلدان الأصلية. وقد أشار اخر تقرير صادرعن منظمة العفو الدولية حول الانتهاكات وتضييق وخنق حرية اللاجئين السياسيين وطالبي اللجوء السياسي والمهاجرين بدون إقامة قانونية، المنظمة الحقوقية نددت بما أسمته بخروقات وانتهاكات حقوق الانسان في هولندا.
الجمعيات والمنظمات الذاتية، ندَّدت بدوها ، في تقريرها السنوي، بالتطورات الخطيرة التي تشهدها هولندا وعبرت عن قلقها من استمرار العداء للمهاجرين والمواطنين القادمين من بلدان مختلفة. ودعت في بيانها الأخير، الحكومة الهولندية إلى ضرورة تحمل مسؤولياتها تجاه تنامي الحقد والكراهية في المجتمع الهولندي، كما دعت إلى إعادة المصداقية إلى العمل السياسي والتشريعي من خلال متابعة ومحاكمة مروجي الأفكار العنصرية في المؤسسات التمثيلية أو العمومية. ومعلوم أن النائب البرلماني السابق وممثل منتدى المغاربة بهولندا السيد محمد الرباع الذي جر المتطرف اليميني خيرت فيلدرس الى المحاكم، إشارة قوية إلى ما يحب اتباعه من خطوات لمقاومة التغلغل العنصري في المرافق العمومية وإلى البرلمان، حيث يتم استغلال الميكروفون في واضحة النهار خلال الأسئلة الشفوية لاحتقار المهاجرين ونشر السموم في المجتمع الهولندي.
تصريح الأمين الوطني للمظالم، وهو منصب حساس، إشارة قوية بان نيران العنصرية بدأت تقترب، وعلى الحكومة الهولندية إخمادها، الآن وليس غدا، قبل فوات الاوان.