خالد ياسين: الانفتاح على علماء أوربا خير من استقدام أئمة من بلدانهم الأصلية

خالد ياسين: الانفتاح على علماء أوربا خير من استقدام أئمة من بلدانهم الأصلية

اعتبر خالد ياسين، المنسق العام للجمعية ومسؤول العلاقات الخارجية للمشيخة الاسلامية بكرواتيا، في حديثه لـ" أنفاس بريس" بأن استقدام أئمة من بلدانهم الأصلية لأوربا، ننصح بأن يكون الأئمة من أهل البلدان الأوروبية لعدة عوامل اجتماعية وثقافية ومعرفتهم بقوانين البلاد وطبائع وعادات أهل البلاد ، ودعا ياسين هولندا إلى الانفتاح على المسلمين في هولندا من خلال تشجيع المبادرات المحلية وتكوين الأئمة والاعتماد على أئمة  من مسلمي هولندا، كما هو الحال في كرواتيا بالاعتماد على الأئمة المحليين من أهل البلاد الأصليين ،وليس هناك مانع من الزيارات المتبادلة للأئمة والدعوة من الدول الأخرى كزائرين.

وفي تعليقه على هجرة الشباب المسلم المغرر به، لذا وجب على الدعاة الوسطين الربانيين  التواصل مع هؤلاء الشباب واحتوائهم وتبيان الصحيح لهم  وعلى الجميع من أئمة وفاعلين مدنيين التصدي لهذه الظاهرة وسد  المنافذ عليهم وإعادة إدماج الشباب ممن غرر بهم  وتوعيتهم وإعادة تكوينهم نفسيا وفكريا. 

ودعا سماحة مفتي كرواتيا الشيخ الدكتور  عزيز حسانوفيتش  الحكومة الهولندية وحكومات أوروبا إلى الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي واحترام حقوق المسلمين والسماح لهم بتنظيم وتدبير شؤونهم و العمل على إدماجهم كمكون من مكونات المجتمعات الأوروبية، وعدم السماح للمتطرفين استغلال الديموقراطية لاحتقار أو كراهية المسلمين لأنه حسب قوله، "التطرّف يولد التطرّف"، وعبر  خالد،  لـ" أنفاس بريس" عن الأجواء الديمقراطية التي يتمتع بها المسلمون في جمهورية كرواتيا وعلى كافة الأصعدة والمستويات  حيث أن التعليم  الديني الإسلامي رسميا  في المدارس الحكومية لأبناء المسلمين، حتى ان صلاة العيد والخطبة تبث على القناة الرسمية من وقت صلاة الفجر إلى نهاية صلاة العيد ، كما يحضر جميع مسؤولي الدولة من رئيسة الجمهورية والوزارء وعمدة المدينة  إلى المركز الإسلامي في زاغرب لتهنئة ومشاركة المسلمين فرحتهم وهذا ما لا نره في كثير من الدول الأخرى، كما تعتبر عطلة أعياد المسلمين عطلة رسمية للمسلمين.

وللمسلمين في كرواتيا  كافة الحقوق غير منقوصة وعليهم واجبات كباقي الديانات الأخرى ، وقد حصلت الجمعية الإسلامية في كرواتيا  ومفتي كرواتيا على شهادة شخصية العام في كرواتيا من منظمة هلسنكي لنشر مبدأ الحوار والتسامح بين الأديان. ومن المعلوم أن كرواتيا من ضمن الدول ألأوربية القليلة التي تعترف بالدين الإسلامي كدين رسمي بالدولة وذلك منذ عام 1916م .أي منذ عصر الإمبراطورية النمساوية والتي كانت كرواتيا ضمنها.

ومن الأنشطة التي تقوم بها الجمعية الإسلامية في كرواتيا تنظيم المسابقة الأوروبية في حفظ وتلاوة القرآن الكريم وذلك لسنة 22 على التوالي ويشارك فيها معظم الدول الأوروبية، حتى أن عمدة مدينة زاغرب يعتبرها مسابقة  تعرف بها مدينة زاغرب .

ويحق للمسلمين العاملين في جميع المؤسسات الحصول على الوجبة الحلال ، علما بأن النساء المسلمات لهن الحق في الهوية الشخصية وجواز السفر ورخصة القيادة بالحجاب ويعتبرها القانون الكرواتي من الحريات الشخصية والمسلمات البديهية ، لذا فإننا نرى أن جمهورية كرواتيا أصبحت نموذجا يحتذى في أوروبا من حيث تمتع المسلمين والأديان الأخرى بحرياتهم الدينية وبجميع الحقوق الأخرى ، لذا نرى اندماج المسلمين في المجتمع الكرواتي مع محافظتهم على هويتهم الدينية ولا يتعارض الدين مع الوطنية واحترام الغير، والله سبحانه وتعالى لا يحاسبنا في الدنيا على الدين والحساب  يوم الحساب ( لكم دينكم ولي دين )،  ولكن يحاسبنا على إنسانيتنا وأخلاقينا وتعملنا مع الغير، وإسوتنا برسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام عندما كان يبعث البعوث والرسول يوصيهم بحسن الخلق ... 

 وعبر عن قلقه عن عدم قدرة البعض التكيف والاندماج  مع قيم وعادات المجتمع الأوروبية  وقال من لا يستطيع ذلك فعليه العودة إلى بلاده ويجب علينا احترام الدول التي نعيش فيه وهذا شرط إسلامي باحترام قوانين الدول التي نكون فيه وخصوصا بدخولنا  فيها أصبح بيننا وبينهم عهد ويجب علينا احترامه  ، لذا فإن  ارتداء البرقع أمر عليه ما عليه من الإشكاليات في الدول الأوروبية  ، والإسلام هو دين المعاملات وحسن الأخلاق ولا يمكن أن يحشر ويحصر  الدين الإسلامي في  هذا الأمر.

داعين المسلمين في أوروبا إلى الالتزام بالأخلاق الحميدة والتعاليم الإسلامية السمحاء والبعد عن الغلو والتطرف ( وما شدّ الدين أحد إلا غلبه). فنحن نعيش في مجتمعات غر مجتمعاتنا ولكل مجتمع له قيمه وخصوصيته ،والعاقل والكيس من يأخذ الصالح ويترك الطالح .