بدرية الجابر معاقة قطعت مليوني كيلو متر سفرا بين أبوظبي ودبي

بدرية الجابر معاقة قطعت مليوني كيلو متر سفرا بين أبوظبي ودبي

بدرية حسن الجابر اماراتية معاقة صنعت حياتها بعصامية، تجاوزت كل المصاعب وواجهت الحياة بقلب قوي لتكون مثالا يحتذى به في عدم الاستسلام للإعاقة مهما بلغت مداها، وأوجدت لنفسها مكانا مميزا واستثنائيا بين الاسوياء، فهي أول معاقة عربية تحوز شهادة تحكيم دولية في لعبة الشطرنج.. ويعود الفضل لها لابتكار أبجدية رقمية للصم على الهاتف المتحرك يستخدمها كل اقرانها في دول الخليج، علاوة على تصميم أول موقع إلكتروني للصم والبكم كان متنفسا لهم قبل أن تنتشر مواقع التواصل الاجتماعي.

كثيرة هي المكانات التي حفرت بدرية فيها موقعها بجدارة لكن المكان الأميز الذي تتصدر فيه المشهد انها المعاقة الوحيدة في العالم التي قطعت مسافة مليوني كيلو متر وهي تقود مركبتها بين منزلها في أبوظبي، وعملها في مركز دبي لتأهيل المعاقين التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية لتكون على رأس عملها في السابعة والنصف صباحا كل يوم لتدرس اقرانها من الصم والبكم الحاسوب والتربية الوطنية للصم.

لم تبد بدرية الجابر اي تذمر من عناء السفر اليومي بين ابو ظبي ودبي، على مدى 16 عاما واكدت ل"الاتحاد" انها سعيدة بذلك معربة عن امنايتها ان يتاح لها استثمار الساعات الثلاث التي تقضيها وهي تقود مركبتها في رحلتي الذهاب والاياب بين ابوظبي ودبي في انجاز ما يمكنه ان يسهم في تطوير، وتحسين حياة الصم والبكم في الدولة لكونهم بحسب رأيها لا يحصلون على التسهيلات التي يحصل عليها بقية المعاقين، ولهذا فهي تناشد المسؤولين الالتفات الى هذا الامر، واتخاذ قرار للمساواة في هذا الجانب المهم من حياة اقرانها.

عن حياتها قالت بدرية: أنا اعيش بمدينة ابوظبي مع زوجي، وهي من عائلة مكونة من 15 ولدا وبنتا بينهم بالاضافة الى بدرية فتاتان وولدان مصابان باعاقة في السمع والنطق وقد نجح جميعهم في حياتهم وجميعهم يعملون وتعيد الفضل في ذلك الى والدها المرحوم الذي اصر على ان يكملوا تعليمهم رغم اعاقتهم. وتقول بدرية انها تعلقت بالقراءة وتذوق الشعر الذي تقرضه رغم ان مفاهيمه مجردة يصعب على البكم والصم التعبير عنه بلغة الاشارة، منذ طفولتها بفضل والدها الراحل الذي كان يصطحبها الى مكتبته كل يوم ويشجعها على القراءة. بدرية طاقة متجددة فهي لم تشعر باليأس طوال مسيرتها العملية منذ 25 سنة حينما عملت في وزارة الشؤون الاجتماعية في قسم الخدمات المكتبية عام 1990 ثم رقيت إلى كاتب ثم تم نقلها إلى قسم الحاسوب بعدما لاحظ المسؤولون شغفها واهتمامها بالحاسوب، وبعدها تم تحويلها من الوزارة إلى معلمة حاسوب للصم في مركز دبي للمعاقين، وهي تتطلع الان لتأسيس جامعة خاصة بالصم والبكم تتيح لهم دراسة كافة التخصصات بما فيها الطب والهندسة والعمارة.

 

الإتحاد الإماراتية