لماذا تراجع أكثر من 100 ألف تلميذ عن اجتياز امتحان الباكالوريا؟

لماذا تراجع أكثر من 100 ألف تلميذ عن اجتياز امتحان الباكالوريا؟

من المعلوم أن 179604 هو عدد التلاميذ الذين نجحوا في دورة يونيو 2015، برسم امتحانات الباكالوريا، وهذا ما قدم له بلاغ وزارة التربية الوطنية، أمس الأربعاء 24 يونيو الجاري، وبأن نسبة النجاح عند الجنس اللطيف فاقت مثيلتها عند الذكور.. لكن بالرغم من أن الوزارة تحاول إقناعنا بهذه الأرقام، فهي في الوقت نفسه تحاول خداعنا وهي تغض الطرف عن دلالات هذه الأرقام.. هناك رقم مخيف ومهول وخطير مضمر بين لغة الأرقام المتضمنة في هذا البلاغ الرسمي، دعونا نلعب لعبة الطرح، أو "الخشيبات"...

أولا، هناك تضارب في الأرقام الرسمية حول عدد المرشحين لاجتياز امتحان الباكالوريا، بين البلاغ الأول الصادر في 4 يونيو والبلاغ الثاني الصادر يوم أمس.. الأول يتحدث عن 507413 مترشح والثاني عن 506814 مترشح، أي بفارق 599 مترشح.. فما هو العدد الحقيقي لمرشحين الذين سجلوا لاجتياز بكالوريا 2015؟

ثانيا، لنعتمد الرقم الثاني لعدد المترشحين الذين سجلوا لاجتياز الامتحان هو 506814 مترشح، حسب البلاغ الأخير نفسه، فإن عدد الذين اجتازوا الامتحان هو 397459 مترشح.. بعملية الطرح، يتبين أن 109355 مترشح غابوا أيام الامتحان.. وهو ما يطرح السؤال العريض عن سبب هذا الغياب؟ هل الأمر يتعلق بخيبة أمل مسبقة في نظام تعليمي لم يستقر  بعد أكثر من 50 عاما على حال؟ أم هو نتيجة تخوف مسبق من النتائج، بدليل أن أكثر من نصف المترشحين لم يحالفهم الحظ؟ ألا يطرح هذا الرقم المفزع، مسألة التدابير والإمكانيات البشرية واللوجستيكية التي سخرت لهذه المائة ألف، أساتذة، مراقبين، قاعات، أوراق امتحانات.. وفي نهاية المطاف تضيع كل هذه الإمكانيات؟ بالمقابل هل هناك من تدابير وإجراءات مسبقة قصد الحد من هذه الهذر المدرسي في نسخة جديدة، غير الهذر المدرسي في الابتدائي والإعدادي؟

هي أسئلة كثيرة تطرح مادام أن لغة الأرقام، بقدر ما تكون للإقناع، فهي في الوقت نفسه للخداع..