ساعة هولاند المقلوبة: الجمهورية تحتضر ودعوات لإعادة الملكية لفرنسا

ساعة هولاند المقلوبة: الجمهورية تحتضر ودعوات لإعادة الملكية لفرنسا

بدون وجهة ولاقائد ولا إرادة ؛ ذالكم هو حال فرنسا اليوم بشهادة أحد جنيرالتها ديديي طوزان. فهذا العسكري الصارم المعروف بتوجهه الإجتماعي في الجيش الفرنسي حيث كان وراء تجنيد الشباب في وضعية صعبة، اقترح خطة مارشال جديدة لتقويم فرنسا في كتاب صدر حديثا تحت عنوان "إعادة بناء فرنسا".

تستند خطة الجنيرال طوزان على ركائز أربعة:

العودة للأصول السياسية للأمة الفرنسية

إعادة ترميم الوظيفة الرئاسية لساكن قصر الإليزي

إعادة بناء الديمقراطية بحيث يكوه هدفها الوحيد هو خدمة الأمة

موضعة العائلة والتمكين لها في أن تكون في قلب المجتمع.

البعض رأى في كتاب الجنيرال ديديي طوزان تشخيصا واقعيا يروم "استنبات" تقويم لهيكل حكم أصبح متجاوزا. وهو الأمر الذي عبرت عنه البرلمانية عن إقليم فولكوز ماريون ماريشال لوبين حفيدة جون ماري لوبين مؤسس حزب الجبهة الوطنية، بقولها "إن الجمهورية ليست لها أسبقية على فرنسا".

كلام البرلمانية الشابة (25 سنة) يتلاحم مع الركيزة الأولى التي اقترحها الجنيرال ديديي طوزان؛ أي العودة للأصول السياسية للأمة الفرنسية؛ لكن هذه المرة في سياق خارج الشكل الجمهوري المعتمد في الحكم.

ولئن كانت الإستعاضة عن الجمهورية لم تجد لها توصيفا صريحا عند حفيدة جون ماري لوبين؛ فإن الموقع الرسمي للملكيين Les royalistes الفرنسيين كان صريحا في إعلانه حين اعتبر أن "فرنسا صنعها الملوك ولابد لفرنسا من ملك". لذالك فإن الملكية في فرنسا 2015 تتجاوز الحلم والأمل والطوباوية؛ إنها إمكانية، يقول فيليب ميسنار, أحد كبار المثقفين الفرنسيين.

يعطينا هذا تفسيرا لهذه الُهبَّة الملكية المعبر عنها صراحة من طرف كبار مثقفي وسياسيي فرنسا اتجاه الملك محمد السادس واتجاه الملكية في المغرب؛ جون كلود مارتينيز في كتاب "ملك الإستقرار" نيكولا ساركوزي في زيارته الأخيرة للملكة، المؤرخ بيرنارد لوكان.. ومن قبل كبير اشتراكيي فرنسا فرونسوا ميتيران والذي أورد عنه الراحل الملك الحسن الثاني قوله ؛إن الديمومة التي تتمتع بها الملكية تعطي فرصة لإستكمال الإنجازات وتهب نوعا من الخلود للجالس على العرش. شهادة حرص الملك الراحل على إضافة تصوير نفسي لقائلها . قال ذالك؛ أي ميتيران، بنبرة معتراة بشيئ من الحزن.. حزن أن يكون رئيسا وليس ملكا.

نقدر أن ساعة ميتران وقت بوحه كانت مقلوبة. لقد تبدى له الزمن الملكي الفرنسي في هيبة ملك مغربي (الحسن الثاني) ولعل ذالك ما جعل كلامه موَّشى بنبرة حزينة.