الناشط الأمازيغي أجغوغ : فساد المشهد السياسي والمدني يشكل عبئا كبيرا على الدولة

الناشط الأمازيغي أجغوغ : فساد المشهد السياسي والمدني يشكل عبئا كبيرا على الدولة

قد تختلف معي فئة قليلة من أصحاب الرأي والمشورة، لكن قد يتفق معي الكثير من ذوي الاختصاص في علم الاجتماع السياسي وعلوم التسيير والتدبيرخصوصا، إذا كان الموضوع يتعلق بمصير أمة وله علاقة بتقدمها وازدهارها كالعلاقة الجدلية بين المعارضة السياسية والمعارضة المدنية واستمرار الدولة والذي على ضوئه تتم معالجة شؤون الدولة وهل يمكن تدبر شؤون الدولة على أضواء المعارضة البناءة، أهل يمكن أن تستقيم شؤون الدولة في غياب المعارضة البناءة ، أهل يمكن اعتبار المعارضة البناءة مرآة حقيقية لتسيير مستقيم ، مادا يريد دعاة مفسدي الشأن السياسي والمدني من مستقبل الدولة، أهل يمكن اعتبار استمرار الدولة مشروطة بخلق ودعم المعارضة البناءة أم أن استمرار الدولة مشروط بفساد هده المرآة. .إنها مجموعة من الأسئلة التي سأحاول وبكل تواضع الإجابة عنها .

يشهد التاريخ السياسي العميق والحديث أن زوال مجموعة من الإمبراطوريات والدول كان نتيجة حتمية لسياسة مركزية كانت ترى في قتل جميع أشكال المعارضة ضرورة وأولوية الحكم، إنها قصص سياسية لمجموعات من الدول في أوربا والمشرق ويمكن أن نذكر نموذج الحكم الأحادي لخلفاء الدولة الأموية وكذا الدولة العباسية ومجموعة من الممالك في أوربا وآسيا، حكام كانوا يرون في السيف جزاء كل معارض وكم من رأس قطع لكون صاحبه اختلف مع الحاكم، تجارب سياسية حديثة كذلك نستنبط منها نفس الحكم والعبر سجلها التاريخ السياسي الحديث في كل من تونس وليبيا ومصر والعراق وسوريا واليمن ، نفس الأنسجة للحكم الأحادي مازال يرخي بضلاله على في مجموعة من دول الخليج وأفريقيا والنتائج الحتمية لهذه الأنظمة السياسية الأحادية لا يمكن أن تكون إلا نظائرها في الأنظمة السياسية المزالة والتي أدخلت شعوبها في فوضى عارمة لا أحد يمكن أن يتنبأ نهايتها.

إذا تكلمت على العام فقصدي هو الخاص، مرادي الحديث عن دولتنا المغربية وكيف كان يدبر ويسير الشأن السياسي فيها في عهد الملك الراحل الحسن الثاني واليوم في عهد الملك محمد السادس، إن طبيعة الألوان السياسية في عهد الملك الراحل كانت جد واضحة، كان لليمين مكانه وكان لليسار مكانه، كانت الحكومة تحكم وكانت المعارضة تعارض، كان بينهما خيطا واضحا وكان المتتبع للشأن السياسي آنذاك موقع خاص، يفهم به مقاصد المعارضة ومقاصد الحكومة ومكانة الملك، كانت جرائد الأحزاب تقوم بمهمتها وكانت الجرائد المستقلة رغم كل المضايقات تقوم بمهامها، الكل آنذاك يفهم أن في المغرب هناك معارضة حقيقية وبناءة ويفهم كذلك أن هناك حكومة تحكم مهما كان لونها السياسي، الكل كذلك يفهم أن الملك الراحل الحسن الثاني يحكم البلاد في ظل وجود معارضة قوية وحكومة موالية، والجميع كان يفهم أن هناك رجل جلاد اسمه إدريس البصري، هكذا كان الحكم وطبيعة تسيير شأن الدولة واضح بين معارضة وحكومة يسار ويمين ومستقل، الكل كان يلعب في مكانه، إلى أن ظهرت حكومة التناوب وتفادينا بها ما لم تتمكن الأنظمة السياسية المجاورة تفاديه وأسقطت شعوبها في ما سقطت فيه، إذا الحسن الثاني كان بصيرا وحكيما...

إن جميع الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي جاء بها الملك محمد السادس والتي انعكست إيجابا على التقدم الحضاري والعمراني  ، وتقدم في  الاستثمار والإنتاج إلا أن المشهدين السياسي والمدني لم تكن بالدرجة نفسها في المشهدين السياسي والمدني اللذين  ظلا يشكوان  التصدع، الحكومة أصبحت معارضة والمعارضة أصبحت حكومة، علاقة الأحمق بالأحمق هي العلاقة التي أصبحت تربط بين المعارضة والحكومة ، أصبح زعماء الأحزاب يتقنون لغة السب والشتم بطريقة شعبوية زادت من سخط الشعب  عليهم، أصبحت الجرائد المستقلة جرائد أحزاب وجرائد الأحزاب جرائد منسية وكلاهما يجريان وراء تحصيل المال ولا تهم الطرق، رئيس حكومة أصبحمهرجا وأصب زعماء المعارضة أكثر تهريجا وكلاهما أصبحا ينتجان مسلسلات للتسلية والشعب يتفرج في إنتاجها لأنها صارت مكانا للفكاهة والضحك، كلها مقاييس تدل على أن زمن المعارضة انتهى ومستقبل الدولة في خطر، يا ترى من هي الجهات التي يمكن محاسبتها في ما آل إليه الوضع السياسي والنقابي والمدني، كيف تشق هده الجهات طريق المستقبل وهي تقتل المعارضة...

في الختام وندعو حكام هذه الدولة أن يرتبوا من جديد جميع عناصر تسيير الدولة وأن يفهموا أن مساهمتهم في خلق معارضة جديدة بناءة فيه خير للأمة وفيه رحمة لجميع مكونات الشعب المغربي.