98 تلميذا كفيفا اجتازوا امتحانات الباكالوريا (مع فيديو)

98 تلميذا كفيفا اجتازوا امتحانات الباكالوريا (مع فيديو)

على مقربة من ثانوية عبد الكريم لحلو بالدارالبيضاء، توقفت سيارة للنقل المدرسي، خاصة بنقل تلاميذ لهم خصوصية.. اليوم الخميس 11 يونيو الجاري، هو آخر يوم ضمن امتحانات الباكالوريا، وتباعا يخرج من المؤسسة، تلاميذ جلهم يضعون نظارات سوداء، ليس لاتقاء أشعة الشمس، لكن لأنهم محرومين من نعمة البصر، إنهم التلاميذ المكفوفين.. كم عددهم؟ كيف يجتازون الامتحان؟ وأين يتابعون دراستهم؟ وماهي آفاق تخصصاتهم الدراسية والجامعية؟ معاناتهم مع ميثاق التربية والتكوين؟ مسؤولية الوزارة في عمليات إدماجهم؟ هل هم أيضا يغشون في الامتحانات؟

في الوقت الذي لا يتجاوز فيه التلاميذ العدد المحدد لهم في كل قاعة امتحان، فإن قاعة معينة بثانوية عبد الكريم لحلو، كانت تضم ضعف عدد الممتحنين، فكل تلميذ كفيف يجلس إلى جانبه تلميذ أقل منه في المستوى الدراسي مهمته الأساسية، هي تحرير ما يمليه عليه الكفيف، بعد قراءة السؤال، وبلغ عدد التلاميذ المكفوفين الذين اجتازوا امتحانات الباكالوريا لدور يونيو 2015، 15 تلميذا من بينهم 9 تلاميذ رسميين، والباقي ضمن الأحرار، وحصلت "أنفاس بريس"، على العدد وطنيا، ممثلا في 98 تلميذا كفيفا، يتوزعون على الشكل التالي:

مراكش 2، مكناس 11، فاس 21، الدار البيضاء 9، تمارة 27، بني ملال 5، تارودانت 5، وجدة 7، سلا 11، وهو ما يسجل ارتفاعا طفيفا مقارنة مع السنة الماضية حيث بلغت 91 تلميذا كفيفا السنة الماضية، نجحوا بنسبة مائة في المائة، ولتعذر توجيههم في باقي الشعب، يتابع جميع التلاميذ المكفوفين دراستهم في شعبة الآداب، ومنها يتوزعون على كليات الحقوق والآداب وباقي مؤسسات العلوم الإنسانية والموسيقية..

"هل كانت هناك حالات غش في القاعة التي خصصت لكم؟"، تبتسم حنان، التي كانت بجانب رفيقتها المبصرة، وبصيغة تأكيدية تجيب، "طفروه اللي بعنيهم بقينا غير احنا المكفوفين"، بالمقابل أسر بعض المكلفين بالحراسة أن هناك مرونة في التعامل مع المكفوفين في امتحانات الباكالوريا، مع التشديد في أن يكون المرافق أو الكاتب يدرس بأقل من مستوى الممتحن بسنتين"،

ويتابع التلاميذ المكفوفين دراستهم بمراكز تعليمية خاصة، تابعة للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، من المستوى الابتدائي إلى الثانوي، حيث يدرسون بطريقة "برايل"، من قبل مدرسين تلقوا تكوينا خاصا في التعامل مع التلاميذ المكفوفين، حيث هناك مادة خاصة ضمن البرنامج التكويني في معاهد مهن التعليم، غير أن مطالب بعض الممتحنين هي تضمين الكتابة بطريقة "برايل" في الامتحانات، وذلك لتفادي إشكاليات العثور على كاتب امتحان، وهي العملية التي تقودها بشكل تطوعي في الدار البيضاء الأستاذة خديجة شمس الدين، حيث يتحول بيتها لملتقى التلاميذ المكفوفين مع زملائهم المبصرين، ويختار كل واحد مرافقه أو مرافقته، كما يطالب هؤلاء التلاميذ بضرورة أن يتم إدماجهم مع المبصرين كما هو عليه الحال في الكليات، وهو ما ينص عليه روح ميثاق التربية والتكوين في الجانب المتعلق بالاندماج..

هي أيام ثلاثة انتهت، وعاد كل تلميذ لحياته الخاصة، ومع ذلك تبقى العلاقات الإنسانية بين المكفوفين والمبصرين، ذات تماسك قوي، تستمر لما بعد الباكالوريا، في الوقت الذي نجد هذه الفئة خارج رادار الأحزاب والحكومة، ولا تذكر إلا في المناسبات الوطنية والأممية.

(رابط الفيديو هنا)