علم موقع "أنفاس بريس" بأنه وإلى حدود الآن ثبت تسريب امتحانات الباكالوريا في 12 مركز في مدينة الدار البيضاء وحدها، وهو رقم مهول للغاية لما يكشفه عن اختلالات خطيرة في تدبير مسار عملية الاختبارات. كما أنه يدلي بإيحاءات خطيرة تعد الأولى من نوعها في تاريخ المغرب التعليمي والتربوي، إذ لم يسبق لهذا البلد ورغم ما سجل عليه من ضعف القطاع، غير أن عهد حكومة بنكيران غطى على كل تلك الانتقادات، وما حدث في هذين اليومين من امتحانات الباكالوريا غني عن المزيد من التبيان.
وكردة فعل أولية، يطالب الرأي العام المغربي باستعجال النظر إلى هذه الكارثة بعين المساءلة على جميع المستويات، وأولها استقالة وزير التربية الوطنية رشيد بلمختار والمقربين منه، مع فتح تحقيق معمق للوقوف على الأسباب الحقيقية التي كانت وراء هذه المؤشرات المخجلة، والتي ليس من شأنها إلا أن تضعف، بل وتفقد تلك الشهادة كل القيم التي تمتعت بها في السابق، بما في ذلك تدني موقعها لدى الجامعات الأجنبية والمعاهد العليا. إذ وكنتيجة منتظرة، سيكفي هذه المؤسسات العليا أن تتأكد من أن الطالب صاحب الشهادة مغربيا لتضعه جانبا وغير ذي كفاءة، مما سينعكس سلبا على سمعة المغرب ككل، ويكرس تواضعه الذي عرف به في هذا المجال من بين أفقر الدول وأقلها إمكانيات.