الكونفدرالية تستعين بفصاحة العلمي لتعبئة القواعد الفوسفاطية لاكتساح الانتخابات المهنية
بلغة تواصلية واضحة ومسئولة ، تخلو من دغدغة العواطف أو تجييش الشغيلة لمآرب نقابية آنية أو مستقبلية ، بسط الكاتب العام للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل خالد لهوير العلمي مكامن التحديات والرهانات المستقبلية والبدائل الممكنة على ضوء ما ستعرفه " التحولات بقطاع الفوسفاط والفعل النقابي " ، حيث ركز في عرضه على التحديات التي ستواجهها المؤسسة والشغيلة الفوسفاطية خلال عشر سنوات المقبلة وبدائلها النقابية ، ومن المعلوم أن القيادي النقابي كان قد قام خلال شهر ماي بجولة تواصلية تأطيرية شملت كل المراكز الفوسفاطية لينهي جولته بعاصمة الفوسفاط مدينة اليوسفية مساء يوم الأحد 31 ماي 2015 .
تحديات مستقبل ( الشركة ) المكتب الشريف للفوسفاط .
تحدث خالد لهوير في عرضه أمام حشود هائلة من الكونفدراليين والكونفدراليات عن التحديات التي ستواجهها شركة المجمع الشريف للفوسفاط من خلال المنافسة التي ستعرفها السوق الاقتصادية للفوسفاط على مستوى وتيرة الإنتاج ما بين الطلب العالمي لتأمين غداء ساكنة العالم وتنافسية السوق الدولية مفككا معادلة تخفيض كلفة الانتاج وعناصر التكنولوجيا والبحث العلمي والتأهيل المهني والحكامة الجيدة سلبا وإيجابا ، وربط ذلك بالمجال البيئي والسلامة المهنية والصناعية كالتزامات عملية تدخل في صميم اهتمامات المجمع ، دون أن يغفل مساءلة حجم الاستثمارات وعناصر الجاذبية الاقتصادية والتوظيف الوطني لهذه المؤشرات مستحضرا الأطماع الدولية التي تحيق بالمغرب فضلا عن انعكاسات سياسة المناولة والعمل المؤقت التي نهجها المجمع الشريف للفوسفاط في سوق الشغل ، خصوصا بعد التحولات التي طالت الجانب القانوي والهيكلي والتي من شأنها أن تفتح المجال للشركة لدخول عالم البورصة وفتح رأسمالها الاقتصادي .
تحديات تخص مستقبل الشغيلة الفوسفاطية .
ولأن مصير الشغيلة الفوسفاطية هو العامل الأساسي في نضالات الفعل النقابي الكونفدرالي فقد اعتمد خالد لهوير حوارا تواصليا شفافا أمام الحضور المكثف منبها لخطورة القادم من الأيام بعد أن دق ناقوس الخطر بخصوص مستقبل الحماية الاجتماعية في شقيها الاساسين ( التقاعد والتغطية الصحية ) ، خصوصا بعد الوقوف على قراءة الأرقام المالية للمجمع الشريف للفوسفاط برسم سنة 2014 والتي يستشعر منها القارء العجز الواضح الذي يمكن أن يستعمل كشماعة للانقضاض والتخلص من الالتزامات الاجتماعية ( 8 ملايير درهم كأرباح ، مقابل 8 ملايير ونصف كالتزامات اجتماعية ) ، مما يحتم على الدولة عبر مؤسساتها أن تعمل على حماية الثروة الوطنية ورأس مال الشركة والحفاظ على المكتسبات وتحسينها يقول خالد العلمي .
ولم يفت ذات القيادي أن يتحدث عن حجم الاستثمارات الصناعية الفوسفاطية والذي بلغ 150 مليار درهم في أفق مضاعفة الإنتاج والرفع من المردودية الصناعية مما سينتج عنه ضغط كبير على الشغيلة وظروف عملها رابطا هذا بالسلامة المهنية وعناصر ضغط حجم العمل وحوادث الشغل والأمراض المزمنة والمهنية بالقطاع ، وقد عرج القيادي النقابي على أهمية تدبير المسئولية في المجال الاجتماعي ما بين توسيع وتنويع الخدمات والعدالة بين كل فئات الشغيلة الفوسفاطية التي تعرف تباينا على مستوى الفئات العمرية وتعدد الأنظمة علاوة على العلاقات المهنية وتنوع المطالب والانتظارات .
بدائل الكونفدرالية للفعل النقابي الفوسفاطي .
وللمحافظة على المد النقابي المتعاقد على النضال والتضحية خدمة للشغيلة الفوسفاطية فقد تناول بالتحليل والدرس آفاق العمل في بعديها الاستراتيجي والاجتماعي قائلا " لا بد من إعمال العقل الفوسفاطي وامتلاكه أدوات المعرفة الحديثة وعناصر الوعي المتجدد على جميع المستويات القانونية والادارية " مركزا على ضرورة التكوين والتأطير ومتابعة الدراسات المرتطبة بالقطاع اقتصاديا واجتماعيا ، معتمدا على مقولة " أهمية الوحدة والانسجام بين كل الفئات المهنية عبر آليات التضامن والدعم بين كل مكونات فضاء العمل وعلاقته بالمحيط فعلا وتفاعلا مؤثرا للحفاظ على كافة المكتسبات وتنويع وتجديد المطالب وفق التحولات المفروضة واقعيا " ، مركزا على تقوية الدور التفاوضي عبر ثنائية الحوار والنضال.
لقاء خاص مع المرشحين للاستحقاقات المهنية .
وفي ختام عرضه خصص القيادي النقابي لقاء مهما مع مرشحي النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط بكل فئاتها عمالا وأطرا مسلحا إياهم بالثقة والمسئولية والأمانة منوها بنضالات ممثلي العمال والأطر النقابية السابقة الذين حافظوا وحصنوا مكتسبات الشغيلة وانتزعوا عدة مكاسب جديدة على جميع المستويات النضالية من خلال متابعاتهم اليومية لقضايا العمال والعاملات داعيا إياهم إلى بلورة شعار المرحلة خلال استحقاقات 5 يونيو 2015 ( لمواجهة تحديات المستقبل ...اليوم اختياركم وغدا التزامنا ) .