بنكيران يخصص "جغمة الما وبنانة"، لعناصر حفظ الأمن بالدار البيضاء

بنكيران يخصص "جغمة الما وبنانة"، لعناصر حفظ الأمن بالدار البيضاء

في حدود الساعة الرابعة من صباح أمس الخميس 28 ماي الجاري، انطلقت السيارات والشاحنات من مختلف ثكنات الدار البيضاء، تحمل على متنها عناصر قوات حفظ الأمن، شرطة، قوات تدخل سريع، قوات مساعدة.. الاتجاه كان كاريان القامرة بتراب عمالة عين السبع الحي المحمدي، في حدود الساعة السابعة صباحا انتشر العشرات من هذه العناصر، بمداخل الكاريان، ولم تكن المهمة سهلة، إذ يتعلق الأمر بهدم قرابة 70 بيتا ضمن محاربة دور الصفيح، ووجهوا خلالها ببعض الاحتحاجات من قبل الساكنة، لكن تم تطويقها باستبعاد بعض الشبان، واحتجازهم لساعات قبل إطلاق سراحهم عشية نفس اليوم..

كانت درجة الحرارة مرتفعة، زاد من حدتها الغبار المتطاير نتيجة عمليات الهدم، كل هذا الجهد البدني المبذول، وبحكم دقة العملية، كانت التعليمات، بعدم مغادرة أي عنصر أمني لساحة العمليات، جعل من بعضهم، يلتمس من الساكنة، مدهم بكأس من الماء، وهو ما لم يتسن، بحكم أن السلطات المحلية بادرت لقطع "الما والضو" في الساعات الأولى من تطويقها لساحة العمليات.. مما جعل العشرات من الأمنيين، يلجؤون لخدمات بعض الشبان، لاقتناء قنينات الماء، ومع مرور الساعات، بدأت "القيادات العليا لأجهزة المعدة"، تطلق صفارات الإنذار، كانت الساعة تشير إلى حدود الثانية والنصف من بعد الزوال، ولاشيء في الأفق يبشر بخير.. انضاف الظمأ إلى الجوع، وتوحدت المشاعر بين عناصر الأمن والساكنة، خصوصا بعد منعهم من تشغيل قنينات الغاز في العراء.

وفي الوقت الذي شوهدت بعض الإمدادات تصل لعين المكان، من قبل أقارب الساكنة، كانت أعين عناصر الأمن جاحظة تنتظر فرجا، وهي تخوض حربا من نوع آخر ضد أسراب النحل، وهي تلسعهم، حتى حدود الساعة الثالثة، عندما تم تشكيل "قيادة مختلطة لمختلف الأجهزة الأمنية" قصد توزيع "الراسيونات"، بشكل تناوب المجموعات قرب حائط المدرسة المجاورة، أما الوجبة، فقد كانت عبارة عن قطعة موز، قنينة ماء من الحجم الصغير جدا، "كانيط مونادا"، سندويتش بانيني، وهي الوجبة التي بغض النظر عن ضعف سعراتها الحرارية في هذا اليوم الحار، لا تتجاوز 15 درهما، وهو ما يعطي الدليل فعلا على حرص عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وهو يشكر عناصر الأمن في عملها الوطني.

فهل هذا ما يجسد الحرص الحكومي على توفير الإمكانيات المادية واللوجستيكية للقيام بالواجب الوطني؟