أبشر يا شباب المغرب.. العنصر قيدوم الوزراء خادمكم

أبشر يا شباب المغرب.. العنصر قيدوم الوزراء خادمكم

كان طبيعيا، وكما جرت العادة عند كل تعيين ملكي جديد للوزراء، تناسل ردود فعل الرأي العام الوطني بمختلف شرائحه وتوجهاته، سواء كان هذا الرأي لمختصين في علم السياسة أو يعود لمواطنين "سيَّسهم الزمان" رغما عن أنفهم. لذلك لم يكن غريبا أن يوضع المسؤولون الحكوميون المعينون، يوم أمس الأربعاء، قبلة كشافات التعاليق والتحاليل بناء على "سيفياتهم"، وحصيلة ما راكموه من خبرة وتجارب تخولهم القدرة على تحمل ما عجز عنه غيرهم حتى يمضي "سربيسهم على خير".

ولو أن الموضوع يخص خمسة وزراء، فإن امحند العنصر كان الشخص الذي نال الحيز الأوفر من انشغالات المواطنين، محركا فيهم نزعة الفضول التواق إلى إيجاد أجوبة سبقتها تساؤلات تلقائية ومن غير مقدمات. فامحند العنصر الذي عرفه بعض المغاربة كأمين عام حزب الحركة الشعبية، واكتشفه البعض الآخر قبل ذلك كمناضل بارز إلى جانب رفاق المحجوبي أحرضان، ومنهم من انتبه إلى وجوده فقط وهو على رأس أم الوزارات، أو في وقت سابق كمدير عام للبريد والمواصلات، يطل عليهم الآن من نافذة وزارة الشباب والرياضة وهو في سن الـ 74 عاما، شاهرا شعار "الشباب في القلب"، ومكذبا في الحين ذاته جميع التكهنات التي تقاذفت يمينا وشمالا ترقب هذا المنصب لفلان أوعلان، حتى أن أقرب الاحتمالات استبعدت اسمه. ولو أن المنطق السليم، في إطاره العام، يقود إلى اعتبار "اللي عرفتيه احسن من اللي ماعرفتيهش".

وبقراءة سطحية لهذا الاعتقاد المغربي الصرف، يتضح بأنه لا يفترض بالضرورة حنكة الشخص بقدر ما تهم معرفته. والعنصر لم يكتف بإجبار  الذاكرة المغربية على ترسيخه بها كسياسي عاصر أبرز فترات البلاد العصيبة منذ أيام المرحوم الملك الحسن الثاني، ولكن أيضا كشخص استطاع فرض كينونته كرقم متعدد الاستعمالات داخل معادلة حكومة واحدة، محطما الرقم القياسي في اعتلاء أكثر الكراسي الوزارية تحت قيادة نفس رئيس حكومة. فمن وزارة الداخلية، إلى وزارة السكنى والتعمير، إلى وزير بالنيابة في وزارة الشباب والرياضة، وأخيرا وزير رسمي للوزارة ذاتها.

ومن ثمة، تبقى الأيام المقبلة كفيلة بالرد على شباب البلد، إن كان الرجل فأل خير عليه وموعود معه بواقع منطلق، أم أن دخوله المكتب السابق لأوزين لن يكون سوى استعداد لمغادرته إلى تجربة أخرى برحاب وزارة أخرى، تاركا الحال على ما هو عليه دون رجة أو تحريك، اللهم "حركة" الأيام التي تشهد على  استمرار تعليق انتظارات شيوخ اليوم منذ أن كانوا شباب، والتي لم يقنعوا منها سوى أنهم "كانو غير كيكبرو".