مجرد سؤال.. ماذا لو كان نواب الأمة المغاربة كوريون..؟

مجرد سؤال.. ماذا لو كان نواب الأمة المغاربة كوريون..؟

لاشك في أن ما أقدم عليه الزعيم الكوري كيم جونغ أون، قبل أيام، جعل العديد من نواب الأمة في المغرب يُقبلون أيديهم "وش وقفا"، على حد تعبير الأشقاء المصريين. لا لشيء سوى شكرا لله على ما يتميز به بلدنا من قيادة ذات حس إنساني يسبق كل اعتبار آخر، وإلا كان مصير الكثير منهم، مثل مصير وزير الدفاع الكوري هيون يونغ شول الذي لقي حتفه بأمر من رئيس الدولة رميا برصاص مدفع مضاد للطائرات. والتهمة نومه في حضور الزعيم، الذي اعتبر تلك الغفوة بمثابة عدم احترام له، واستخفاف بقيمة وجوده.

وبالنظر إلى القيلولة التي يميل بعض البرلمانيين المنهكين بهموم المواطنين "الله يحسن العوان، إلى ممارسة هوايتها تحت القبة، وتمادي البعض الآخر في الإخلال بالاحترام الواجب لتلك المؤسسة وعموم أفراد الشعب الذين أوصلوهم إليها بإغراق وجوههم في لوحات رقمية "يعلم الله أش جابدين فيها"، يبقى حظهم في العودة مرة ثانية موضع شك، هذا إن لم نقل بأنه سيتم كل أسبوع تسجيل فراغات إضافية على تلك الكراسي الدافئة شتاءا والمحرضة على الاسترخاء صيفا. لذلك اعتبر رواد الفضاء الأزرق، نوابنا أكثر نواب العالم حظا، ليس فقط لعدم تضمين دستور 2011 لأي بند يجرم النوم في البرلمان أو لعب "الحنش" على الهواتف أو حتى الاستئناس بتفاعلات آخر ما استجد في عالم "الطابليطات"، ولكن أيضا لتقاضي هؤلاء النائمين والمترفهين أجرا محترما على سلوكاتهم، وحصانة تقيهم لفحة مجرد تهديد تضمره النوايا. لهذا، سيكون حمدهم على واجهتين، الأولى لأنهم تحت تدابير قوانين مرفقة بهم، والثانية لكونهم لم يولدوا كوريين تنفذ عليهم قرارات وأوامر كيم جونغ أون ذات المرجعية الستالينية.

وأخر الكلام، وربما آخر الاقتراحات لرشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، ومحمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، أن يسارعا في تخصيص أول رحلة برلمانية مقبلة خارج أرض الوطن، ولو في صيغة دورة تدربية، لوجهة دولة كوريا الشقيقة، لعلهما يتخليان بعد ذلك تلقائيا عن إعادة وتكرار تحذير زملائهما من مغبة الاستهتار بهيبة المؤسسة، بعد أن يعودوا إليهم وكلهم "حافظين الدرس" الخاص بكل من "كيهرب للمسكين بالبالة والفاس، وكيزيدها في البرلمان بالنعاس".