بعد اليوم، لم يعد للمكتب الوطني للسكك الحديدية مدير اسمه ربيع الخليع، وذلك بعد أن تم الاستغناء عنه في مسؤولية تدبير شؤون القطارات المغربية. وهي التي عرفت في أيامه تدنيا ملحوظا، وتراجعا مهولا في مستوى الخدمات، إلى درجة لم يعد يمر أسبوع دون أن تحمل إلينا الأخبار كارثة من الكوارث، سواء كانت تحرك قطار دون سائق، أو انقطاع الكهرباء عن آخر، أو احتراق مقطورة من المقطورات. أما مسألة التخلف عن الوصول في الوقت المحدد، وحرارته الجهنمية أيام الصيف، بالإضافة حالات الازدحام وعدم توفر المسافرين على مقاعد، ناهيك التوقفات المفاجئة في أماكن موحشة وتشريد الركاب ف "نصاصات من الليل" دون مجرد اعتبار لإنسانيتهم وإخبارهم على الأقل بما حدث، فتلك أمور صارت من المشاهد المعتادة بشكل شبه يومي، مع ما تخلفه من احتجاجات ووقفات على السكك.
وعليه، يبقى هذا الإعفاء مطلوبا في وقت يتطلع المغاربة لدرجات أرقى في قطاراتهم وسفرهم على وجه العموم، وهم يعاينون ما وصلت إليه دول أجنبية في هذا المجال، في حين أنهم مازالوا على وقع انتظار الوفاء بوعود انطلاق مشروع "تي جي في" الذي كاد أن يصير معجزة مستحيلة التحقيق في عهد ربيع الخليع.