الباحث النفسي بحير: الحياة السياسية بالمغرب تحتاج لتكثيف علم النفس السياسي

الباحث النفسي بحير: الحياة السياسية بالمغرب تحتاج لتكثيف علم النفس السياسي

أصدر الدكتور سعيد بحير، أستاذ الصحة النفسية والعلاج السيكولوجي، كتابا تحت عنوان "الزعيم السياسي والتطور الديمقراطي في المغرب الحديث".. وفي لقاء مع موقع "أنفاس بريس" أكد بحير أن هذا الإصدار، يدخل ضمن مشروع كبير وضخم، فيما يلي نص الحوار معه:

+ ما هو سياق هذا الإصدار؟

- بدأت العمل في هذا الموضوع منذ التسعينات من القرن العشرين حينما كنت أدرس علم النفس والصحة النفسية بجامعة محمد بن عبد الله بفاس. وقبل التطرق لهذا الكتاب لا بد من توضيح الإطار العام لهذا المشروع وهو مجال علم النفس السياسي (la psychologie politique) الذي هو فرع ميداني من علم النفس نشأ وترعرع في بريطانيا والولايات المتحدة (Political Psychology) . وازدهرت الدراسات العلمية في هذا المجال في الولايات المتحدة مند بداية القرن العشرين إلى الآن. وقد ساهمت الدراسات العلمية في مجال علم النفس السياسي في فهم كثير من السلوكيات السياسية والتعرف على مختلف القيادات السياسية في البلدان الانكلوسكسونية.

+ هل هناك دراسة لهذا العلم في الجامعات المغربية؟

- هذا العلم مازال في بدايته، حيث أعمل مند مدة في مجال عملي كأستاذ للصحة النفسية والعلاج العلمي بالجامعة المغربية على التطرق لدراسة السلوك الانتخابي والتصرفات السياسية، ثم بدأت أقوم بمحاولات لفهم الشخصيات السياسية وأحلل الخطاب السياسي، وأعمل على رصد ومعالجة الظواهر السلبية في الحياة السياسية وتحليل شخصيات القادة السياسيين لفهم خطاباتهم وقراراتهم السياسية والإجابة عن الأسئلة المؤرقة للرأي العام حول عزوف الشباب عن السياسة، والاحتقان التي تعرفه الحياة السياسية. كما أسعى إلى معالجة الصراع الكبير الذي تشهده الساحة السياسية بين مختلف الفاعلين السياسيين،  وتردي الخطاب السياسي الذي أصبح يشتمل على السب والشتم والتعريض بالأشخاص والابتعاد عن معالجة الأفكار.

لقد بدأت مند مدة بإصدار سلسلة "السيكولوجي" وهي سلسلة تهتم بمعالجة قضايا نفسية واجتماعية وتربوية من منظور سيكولوجي. وقد خصصت الكتاب الثالث والرابع من هذه السلسلة لمجال علم النفس السياسي نظرا لأهمية هذه الدراسة بالنسبة للحياة السياسية ببلادنا.

+ تطرقت في كتابك لدراسة شخصيتين تاريخيتين، هما علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني، ما هي الاستنتاجات حول مسار هذين الزعيمين؟

- كتاب "الزعيم السياسي والتطور الديمقراطي في المغرب الحديث"، هو تحليل نفسي سياسي لشخصيتين سياسيين وهما الزعيم محمد علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني. فهذا الكتاب يهتم بصورة عامة بدراسة السلوك السياسي وتحليل الشخصيات السياسية للكشف عن الآليات النفسية للعمل السياسي، وما تحمله من دوافع وانفعالات. كما يحاول أن يفهم بعمق نفسية هذه القيادات السياسية ويتعرف على قراراتهم السياسية، وعقليات الفاعلين السياسيين والتي تقاوم التغيير والتي تحتاج إلى التغيير الشامل في طريقة تفكيرها وتدبيرها للأمور.

اخترت التركيز على دراسة الزعيمين السياسيين الكبيرين محمد علال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني،  وذلك حتى نتعرف على بعض الملامح التاريخية من شخصية القادة السياسيين، ونفهم أسباب بعض الصراعات السياسية والانشقاقات الحزبية، والممارسات السلبية في الساحة السياسية واكتشاف بعض العوامل والأسباب النفسية الاجتماعية التي تعرقل العمل السياسي، وتتسبب في الاحتقان السياسي. كما أن هذه الدراسة التاريخية ستتيح للسياسيين والدارسين التعرف على بعض الأسباب والرواسب التي ما زالت تؤثر على العمل السياسي حتى وقتنا الحاضر.