إذا كان الكندي "باتريك ستيوارت" قد اختار أن يحرر كتابه "المعمار المواطن عبر المعرفة المواطنة"، وهي أطروحة تقدم بها لنيل الدكتوراه متحررا من التنقيط، بحيث لن تجد في كتابه المتكون من 149 صفحة مشتملة على 52438 كلمة ولا أثرا للنقطة والفاصلة، معتبرا أن أسلوبه هذا هو بحث عن الإيقاع المنشود للنص الذي تعيقه قواعد اللغة، فإن الديوان الجديد لعمر أوكان الكاتب العام لفرع اتحاد كتاب المغرب الشاوية ورديغة، الذي صدر له مؤخرا تحت عنوان "باراكا"، يمكن أن يشكل نموذجا مغربيا لهذا التجريب في هندسة الكتابة المتحررة والكلام المسترسل بشكل، "نوسطوب" على مدى 509 صفحة من القطع المتوسط، تستغرقها قصيدة زجلية واحدة وقعها بالعيون، وأهداها إلى حركة 20 فبراير. ويتوجه بالقصيدة إلى مخاطبة الفساد والسعي إلى محاربته، والذي يرى أوكان بأنه استشرى كالسرطان في المجتمع.
وعن السبب الذي جعله يكتب قصيدته الطويلة هذه باللهجة الدارجة، أشار عمر أوكان بأن الكتابة بهذه اللهجة بدل اللغة العربية هو اضطرار وليس اختيارا، فالقصيدة هي التي فرضت عليه لسان كتابتها وذلك من أجل مخاطبة عامة الشعب المغربي وليس"خاصته من النخبة المثقفة التي غادرت الساحة وصمتت عن هموم الجماهير المستضعفة، ونسيت وظيفتها في التنوير والتحرير".
ونقرأ من الديوان في صفحة 25: "... الصبر مر/ وتيدبر/ والفقر كافر/ ؤتيقهر/ راه الإنسان الصابر مومن/ غير الفقر/ اللي هو كافر...".