بلعودي:تحركات لاعبي الرجاء ومسيريها كانت تحت مراقبة عناصر الأمن الجزائري بزي مدني

بلعودي:تحركات لاعبي الرجاء ومسيريها كانت تحت مراقبة عناصر الأمن الجزائري بزي مدني

حولت المقابلة التي أجراها فريق الرجاء البيضاوي ضد وفاق اسطيف الجزائري يوم الجمعة الماضية إلى نزال سياسي من قبل الاستخبارات الجزائرية، حيث كانت كل تحركات لاعبي الفريق الأخضر ومسيريه تحت أنظار ومراقبة هذه العناصر الاستخباراتية، إلى حد فاضح، وهذا ما أكده محمد بلعودي المسؤول الإعلامي لفريق النسر الأخضر، حيث كشف في اتصال هاتفي مع "أنفاس بريس"، أن ما حدث في المباراة هو ضمن سلسلة من المضايقات التي تعرض لها الفريق وجمهوره، منذ أن وطئت أقدامهم الجزائر، حيث غاب مسؤولي الفريق الجزائري عن استقبال الضيف الأخضر، خلافا لما جرت به التقاليد الرياضية، وبعد أكثر من ساعة حل شخص قدم نفسه على أنه ممثل فريق اسطيف، حيث تم تخصيص حافلة لنقل الرياضيين في حالة مهترئة، وسيارة من نوع "بولو" للمسيرين، في حين تكلف الفريق الأخضر باستئجار "ميني كار" للوفد الصحفي المرافق للفريق..
لم تكن هناك حراسة أمنية للفريق الأخضر، مما جعلهم عرضة لمخاطر من مشجعي وأنصار الفريق المضيف، وعوض الذهاب للمدينة التي ستسضيف المباراة، تم توجيههم لمدينة العلمة التي تبعد عن اسطيف بحوالي 30 كلم، استغرقت الرحلة نحو ساعة..
بمدينة العلمة، أكد بلعودي أن الفريق المحلي لهذه المدينة، والذي يعتبر غريما لفرق وفاق اسطيف، رحب بشكل كبير بالفريق الأخضر، وفتح ملعبه قصد إجراء التداريب، وهو ما جر عليه من فريق وفاق اسطيف اللوم والعتاب، كاد يتطور لمشاداة لولا تدخل بعض مسيري الفريق البيضاوي، وبفندق هذه المدينة، اشتدت المراقبة الأمنية حول تحركات الفريق الأخضر، ليس لحمايتهم، وإلا كانت هذه العناصر النفروض فيها تقديم هويتها ووظيفتها، لكن يبدو أن هذه المراقبة كانت لغرض في نفس يعقوب..
 يقارن بلعودي بين الكرم المغربي والجفاء الجزائري، حيث يوضح أن الاستقبال الذي خصص للفريق الجزائري في مباراة الذهاب كان في المستوى المطلوب من حيث توفير كل الظروف المواتية من المطار الى الفنظق اىى التداريب الى المباراة الى العودة للمطار، بالمقابل كان الجفاء هو سمة المسؤولين الجزائريين من مسيري الفريق المضيف الى العناصر الأمنية الى مسؤولي الملعب، ويعطي لذلك مثالا، حيث تم منح فريق اسطيف في مباراة الذهاب 50 تذكرة نصفها مخصص للمنصة الرسمية، في حين لم يكن الرد في المستوى المطلوب في مباراة الإياب، بل تمت إهانة المسيرين واللاعبين الرجاويين، وكذا الجمهور الذي تجاوز 800 مشجع، حيث تم منعهم من وضع التيفوهات واللافتات والأعلام لوطنية قبل المباراة، والتعامل معهم أثناء الدخول بإهانة وعنف، ومن أجل منع خصوم فرق وفاق اسطيف من تشجيع الفريق الرجاوي، تم فرض الإدلاء بجوازات السفر المغربية وتذكرة الدخول، وكأن الملعب منطقة دولية..
بمنصة الصحافيين، تم حشر عناصر جزائرية لا علاقة لها بقطاع الصحافة الرياضية، وسيبرز دورهم الحقيقي عندما تكهربت الأجواء وتم منع الزملاء الصحافيين الرياضيين من النزول لأرضية الملعب قصد أخذ صور  تصريحات اللاعبين، حيث وجدوا أنفسهم محاصرين بين عناصر أمنية بلباس رسمي وأخرى بلباس مدني، اما على صعيد الجمهور المغربي فقد كانت حصته كبيرة من كيث العنف الممارس عليه و"البسالة ديال اللاعبين الجزائريين"، وهو ما أجج الصراع خصوصا بين الشوطين، حيث شهدت المنطقة المخصصة لجهور الخضراء، انتهاكا واضحا للبوليس الجزائري، امتدت عصيهم وأرجلهم تباعا ضدهم، مما سقط نتيجته عدد كبير من الضحايا، تحول معها الشوط الثاني مو المباراة، لنوعين من المواجهة، مواجهة بوليسية لجمهور الرجاء باستخدام العصي والهراوات في المدرجات، ومواجهة رياضية بدعم من حكم متحيز، بل حتى مسيري فرق وفاق اسطيف، "بينوا على حنة يديهم في السب والقذف إلى درجة وصفنا باليهود وأوصاف نابية ديال الزناقي"..
 وفي شكل فاضح لتوزيع الأدوار بين البوليس الرسمي والمدني، كان الأول يحاول تقديم الصراع بين جمهورين، في حين كان يقف متفرجا مانعا اي شخص يلتقط فيديو أو صور للتوثيق، وعندما طالب المسيرون لقاء مندوب المباراة قصد إنجاز محضر في "الحرب الدائرة من طرف واحد خصوصا بين الشوطين"، تم إبعاده عن الأنظار واحتجازه بقاعة، ولم يتم الإفراج عنه، الا بعد بداية الشوط الثاني، وهو الشوط الذي ارتفعت فيه حدة العنف البوليسي ضد الجمهور الرجاوي، وكأن الحقد الجزائري يتم تصريفه رياضيا.. ولم تجد احتجاجات المسؤولين الرجاويين أذانا صائغة لدى المسؤولين الأمنيين او الرياضيين، مما جعلهم تحت الضغط، قصد التركيز في مباراة رياضية وحماية أنفسهم ومرافقيهم من عنف جزائري رسمي..
وخلافا لما جرت به العادة من السماح للصحافيين بالنزول من المنصة دقائق قبل نهاية المباراة، تم تشديد الطوق البوليسي على الصحافيين المغاربة، لأزيد من ساعة، نتج عنه إصابات وإغماءات لعدد من الزملاء، فيما اشتد الخناق على الجمهور، وكانت المراقبة بنفس الشدة لمصادرة كل جهاز تصوير للأحداث المأساوية..
ومن الملعب توجه الفريق الرجاوي مباشرة نحو المطار، حفاظا على سلامة أعضائه والمرافقين له، فيما كانت الطائرة التي ستنقل الجمهور ستقلع في اليوم الموالي، وهو ما جعلهم يواجهون مصيرهم المحتوم من قبل العناصر البوليسية الجزائرية..
السؤال المطروح، أين هي مصالح السفارة المغربية من هذه الأحداث؟ لم يكن أحد من السفارة في استقبال الفريق الرجاوي بمطار اسطيف، وفي اليوم الموالي التحق بهم أحد موظفي السفارة، ويدعى عبد الله دادي، الذي كان حاضرا في المباراة، لكنه انسحب في هدوء في خضم الاحتجاجات والاعتداءات إلى حد تحولت فيه مدرجات مشجعي الفريق الأخض لشبه "مجزرة"، ولم يأخذ هذا الموظف الدبلوماسي التحذيرات المغربية بالجدية اللازمة، لكنه عاد بعد حوالي ساعة للملعب بعد تلقيه مكالمة هاتفية من المغرب قصد إنجاز تقرير مفصل في الموضوع..
هي إذن مباراة رياضية، كان الأمل فيها أن تشكل سابقتها في الذهاب ترجمة للروح الرياضية للفريق المستقبل، لكن يبدو أن جهات غير رياضية حاولت استغلال مباراة الإياب لبعث رسائل حقيرة للرباط، تنم عن حقد دفين وحسد بغيض..