في تحد لبنكيران ولإدريس جطو، وزير الطاقة ينصب نفسه وزيرا للشخير!

في تحد لبنكيران ولإدريس جطو، وزير الطاقة ينصب نفسه وزيرا للشخير!

لا يهمنا في هذه الصحيفة ثمن سرير الوزير عبد القادر عمارة وحمامه. لا يهمنا إن كان بثلاثين مليونًا أو ثلاثين ألف ريال. ولكن يهمنا أن نحصل على معلومة مهمة، تتعلق بالبند القانوني الذي سمح للوزير الإسلامي بتجهيز سرير للنوم الكامل وحمام قصد الاسترخاء، وهل يوجد ما يسمح له بهذا بغض النظر عن المبلغ المالي الذي تكفلت به الوزارة؟ المعروف أن أي شيء يشتريه الوزير، سواء كان قهوة أو شايا أو شوكولاطة يدخل في بند من بنود الصرف، فعن أي بند استند عمارة في تجهيز سرير وحمام؟

لا يوجد حسب علمنا أي بند قانوني يسمح للوزير، أي وزير، باتخاذ سرير للنوم وحمام للاسترخاء في مكتبه، وبالتالي فإن ما قام به الوزير الإسلامي مخالف للقانون، وكل نقاش حول ثمن السرير والحمام مجرد لغو كلام، وقد انتبه الوزير إلى هذه النقطة، وعوض أن يدافع عن حقه القانوني، نشر على صفحته في الفيسبوك صورة للسرير والحمام، وقال إن ثمنهما لا يتجاوز أربعة آلاف درهم، ناسيا أنه خالف القانون.

ولا ندري هل سيمر قضاة المجلس الأعلى للحسابات، الذين لا يذرون صغيرة ولا كبيرة إلا أحصوها ووضعوها في سجلات المخالفات؟ هل ستتم معاقبة عمارة على هذا الفعل؟ وسارق البيضة مثل سارق البقرة في القانون، رغم أن ثمن بقرة يمكن أن يشري 20 ألف بيضة. فلا عبرة بثمن السرير والحمام ولكن العبرة بمحاسبة الوزير على مخالفة القانون.

وبعيدا عن القانون وقريبا من الأخلاق نتساءل: ما حاجة الوزير لسرير ودوش في مكتبه؟

بعيدا عن تأويلات ذوي النيات السيئة، سوف نتحدث عن سرير لنوم الوزير بعد الغذاء. في ثقافة العادات والسلوك، السرير موضوع للنوم العميق وليس للغفوة أو القيلولة كما يحلو للإخوان. بمعنى السرير مرتبط بالشخير وبالنوم الثقيل والغفوة التي لا تتجاوز نصف ساعة لراحة الجسم يمكن أن تكون فوق الأريكة، لأن المكتب مكان عمل وليس مكان نوم.

الوزير قال إنه لما يخرج من منزله لا يدخل إلا بعد التاسعة. لم يقل لنا الوزير في أي وقت يدخل المكتب مع العلم أن رئيسه في الحكومة لا يغادر مقر إقامته إلا في الحادية عشر صباحا. والمعروف عن الوزراء أنهم يشتغلون في المساء أكثر من الصباح، الذي يخصص عادة للقاءات والتدشينات.

أما من الناحية الأخلاقية فكان على الوزير تجنب مثل هذا السلوك لأنه يضر بسمعته وبسمعة حكومته وحزبه. فالسرير في المكتب، مع حسن النوايا، مثير للريبة والشك ومرتبط بأشياء غير أخلاقية، فكان على الوزير أن يحسب تداعيات إقدامه على تأثيث مكتبه بسرير وحمام.

أما من الناحية العملية، فإن العديد من المسؤولين يشتغلون ليل نهار من أجل حماية أمن البلد ولا يتوفرون حتى على "بيت للراحة" يحفظ الكرامة فبالأحرى أن يتوفروا على حمام. وهناك من يغادر مكتبه في الثانية صباحا ويعود إليه في التاسعة صباحا بالإضافة إلى عمله الميداني ولا يشتكي ولا يمن على بلده شيئا.

(ملحوظة: العنوان من اختيار "أنفاس بريس")