المرضى العقليون يضخون 800 مليون سنتيم في بويا عمر

المرضى العقليون يضخون 800 مليون سنتيم في بويا عمر

كشفت دراسة حديثة لوزارة الصحة بعنوان "إشكالية انتهاك حقوق المرضى المصابين بأمراض نفسية بضريح بويا عمر"، أن الضريح يتقاضى في المعدل 786 درهم شهريا كمصاريف للإيواء عن كل مريض، لتناهز تكلفة الإيواء السنوية التي يدفعها مجموع النزلاء نحو 8 ملايين درهم (800 مليون سنتيم)، وهو مبلغ مهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي بالمنطقة.

وقدمت الدراسة، التي أنجزت ميدانيا بمشاركة 20 طبيبا نفساني، أرقاما صادمة سلطت الضوء على سوء المعاملة التي يتعرض لها مئات المرضى النفسيين في هذا "المعتقل" الذي تلجأ إليه العائلات المغربية منذ عشرات السنين أملا في "علاج" أبنائها، والواقع بالقرب من مدينة مراكش.

وكشفت الدراسة التي توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منها، أنه خلال 2014، لجأ لضريح بويا عمر 711 مريض نفسي، وأن أكثر من 60% من النزلاء تتراوح أعمارهم ما بين 30 و49 سنة، ويشكل الرجال 97% منهم. كما أن 12% منهم أميون و5% لديهم مستوى جامعي.

وتضيف الدراسة أن "التبغ والقنب الهندي والكحول هي المخدرات الأكثر انتشارا بين النزلاء (قبل القدوم إلى المركز)، كما أن 88% من المرضى يعانون من الاضطرابات الذهانية و99 في المائة مصابون بمرض الفصام.

وأوضحت  الدراسة  أن "70 في المائة  من النزلاء لا يتلقون أي علاج أثناء الإقامة، و24 في المائة  من المرضى لا تزورهم عائلاتهم، 23% منهم في حالة صحية سيئة، و19% تظهر عليهم علامات سوء المعاملة، إضافة إلى وجود 4 أشخاص في الغرفة الواحدة في المعدل".

وقد أعدت الدراسة من أجل "تشخيص إشكالية المرضى المصابين بأمراض نفسية بـ "ضريح بويا عمر"، ومناقشة الحلول الناجعة للتغلب على هذه الإشكالية"..

وتقترح وزارة الصحة لإنهاء شبح "غوانتانامو" المغرب، بناء مركز اجتماعي جديد بتكلفة 25 مليون درهم (أي ما يعادل ما تدفعه عائلات المرض للضريح في خلال ثلاث سنوات)، إضافة إلى إنجاز 5 مصالح مندمجة للطب النفسي والعقلي بالمستشفيات العامة.

وتسعى وزارة الصحة أيضا إلى إحداث 5 مراكز لعلاج الإدمان مع تخصيص ما يفوق 2% من ميزانية الدواء لأدوية الصحة النفسية، وتكوين 100 ممرض و480 طبيبا سنويا، لتوفير طبيب نفسي لكل 100 ألف مواطن مقابل نسبة 0,83 المسجلة خلال 2014.