مليون دولار من المغرب لهيلاري كلينتون تثير تساؤلات

مليون دولار من المغرب لهيلاري كلينتون تثير تساؤلات

أعادت منحة قيمتها مليون دولار، قدّمتها الحكومة المغربية إلى جمعية بيل وهيلاري وابنتهما تشلسي كلينتون، النقاش حول قبول المؤسسة التابعة للرئيس ووزيرة الخارجية السابقيْن تبرعات من حكومات أجنبية قد تؤثر في السياسات الخارجية للمرشحة الرئاسية المتوقعة، في حال وصولها إلى البيت الأبيض.

وتأتي المنحة المغربية، التي قدمتها مؤسسة «أو سي بي» الحكومية لتصدير الفوسفاط، كمساهمة في تكاليف مؤتمر ستعقده جمعية كلينتون في مراكش بين الخامس والسابع من الشهر المقبل، والذي من المتوقع أن يشارك فيه العاهل المغربي محمد السادس، فضلا عن الزوج كلينتون وتشلسي.

والمغرب هو إحدى الحكومات الأكثر نشاطاً في مجال اللوبي في العاصمة الأميركية. وفي العام 2013، حلت الحكومة المغربية في المركز السادس بين حكومات العالم في قيمة الأموال التي أنفقتها على نشاطات اللوبي داخل واشنطن، بإجمالي بلغ 6 ملايين دولار. وحلت الإمارات في المركز الأول بـ 14 مليونا، متقدمة على ألمانيا الثانية بـ 12 مليون دولار، فيما حلت الكويت في المركز 28 بعدما أنفقت نحو 700 ألف دولار في العام نفسه. كذلك، أنفق المغرب على مشروع إعلامي باللغة الإنكليزية، حمل اسم «ذي اتلانتيك بوست»، للدلالة على الارتباط عبر المحيط الأطلسي بين المغرب والولايات المتحدة، لكن القيّمين على المشروع قاموا بوقفه في وقت لاحق.

وبعدما سرى خبر المنحة المغربية، نقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسؤولين في جمعية كلينتون قولهم إن هيلاري «لن تشارك على الأرجح» في مؤتمر مراكش، وإنه من المتوقع أن يشارك الرئيس السابق بيل كلينتون وحده.

وكانت هيلاري هي التي أعلنت، في شتنبر الماضي، عن المؤتمر، ووصفت المغرب بأنه «مركز للتبادل الاقتصادي والثقافي في منطقة تشهد تغييرات دراماتيكية».

وفي العام 2008، أثناء المفاوضات التي أدت إلى تعيين الرئيس باراك أوباما هيلاري كلينتون في منصب وزيرة خارجية، طلب أوباما من جمعية كلينتون القيام بمراجعة لكل التبرعات السابقة من حكومات أجنبية، وطلب من الجمعية وقف قبول أي تبرعات خارجية جديدة، خوفا من وقوع أي تضارب في المصالح أثناء عمل هيلاري في الخارجية. لكن أنباء سرت فيما بعد عن قبول جمعية كلينتون، أثناء عمل هيلاري وزيرة خارجية، مبلغ نصف مليون دولار من الحكومة الجزائرية، خلافا للوعد الذي قطعه آل كلينتون لأوباما.

على أنه فور خروج هيلاري من وزارة الخارجية في العام 2013، استأنفت الجمعية قبول التبرعات من الحكومات الأجنبية، وعقدت مؤتمرا في البرازيل على غرار المقرر عقده في المغرب. ومن المقرر أيضا ان تعقد الجمعية مؤتمرا شبيها في اليونان.

كل هذه المؤتمرات الخارجية والتبرعات الأجنبية دفعت عددا من الأميركيين، خصوصا من معارضي كلينتون من الحزب الجمهوري، إلى دعوة الجمعية لوقف قبولها هذا النوع من التبرعات حتى لا تصبح الرئيسة المقبلة، في حال انتخابها، مدينة لجهات غير أميركية.

(عن جريدة "الرأي" الكويتية)