زارت " أنفاس بريس " تعاونية أسيف ملول لإنتاج العصير وخل التفاح بجماعة بوزمو بدائرة إملشيل ( إقليم ميدلت )، حيث وقفت على تجربة رائدة لشبان من حاملي الشهادات انطلقت بعزم وإرادة قوية متحدية حصار الطبيعة والظروف المناخية القاسية معلنة عن تأسيس أول وحدة لإنتاج عصير التفاح وخل التفاح. تقدمت التعاونية بأول مشروع لها بدعم ومساندة من جمعية " أخيام " لدى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث حظيت بدعم يقدر ب 140.000 درهم عام 2009 وهو مكنها من اقتناء آليات خاصة بتعبئة العصير وخل التفاح.
محمد أوزني المشرف على الإنتاج بالتعاونية، أوضح في تصريح لـ " أنفاس بريس " أن من جملة المشاكل التي تواجه التعاونية هو عامل بعد المنطقة عن مدن الشمال، وهو ما يحول دون استجابتها لبعض الطلبيات الصغيرة بسبب ارتفاع كلفة النقل، إلى جانب ارتفاع كلفة التعبئة، علما أن زجاجة واحدة من فئة لتر واحد تكلف التعاونية 4 دراهم مما يؤدي إلى ارتفاع كلفة الإنتاج وبالتالي ثمن المنتوج، وتطمح التعاونية إلى اقتناء آليات جديدة تقدر كلفتها ب 75 مليون سنتيم ستمكنها من خوض تحدي المنافسة وبالتالي تقليص كلفة الإنتاج عبر استعمال قوارير من البلاستيك.
تساءلنا عن عدم تسويق عصير التعاونية في الأسواق الكبرى، فكان جواب مسؤولي التعاونية هو الشروط القاسية التي تفرضها والتي ليست في مقدور تعاونية عمرها بالكاد لا يتعدى 6 سنوات ورقم معاملاتها لا يتجاوز 25 مليون سنتيم، فالتعاونية بإبرام عقود تلتزم من خلالها بتزويد الأسواق الكبرى بمنتوجها على مدار العام، في حين أن إنتاج التعاونية لا تتعدى مدته 4 أشهر( يبتدئ في شهر شتنبر وينتهي في شهر دجنبر من كل عام ) بسبب غياب مستودعات لتخزين الفاكهة بإملشيل، لكن إلى متى ستظل دائرة إملشيل بدون أي مستودع لتخزين الفاكهة ؟ يجيبنا أحد مسؤولي التعاونية بأن هناك مشروع لإنجاز وحدة للتخزين لم يكتمل بعد، وهو مشروع سيمكن التعاونية من رفع حجم الإنتاج مما سيمكنها من الولوج إلى الأسواق الكبرى.
ويفتخر مسؤولو التعاونية بإنتاج عصير طبيعي للتفاح خالي من الماء والسكر والمواد الحافظة، مبدين رغبتهم في الحفاظ على خصوصية هذا المنتوج من أجل اكتساح الأسواق، علما أن إنتاج تعاونية أسيف ملول ببوزمو يبلغ الآن 12000 لتر من عصير التفاح و 25000 لتر من خل التفاح.