اليمن: بلد خلق للحروب والفتن وليس للسلام والتعايش

اليمن: بلد خلق للحروب والفتن وليس للسلام والتعايش

عاش اليمن منذ قيام ثورته عام 1962، ضد المملكة المتوكلية وقيام الجمهورية عددا من الحروب سواء الداخلية أو ضد عناصر خارجية، في أكثر من نصف قرن، قبل إطلاق عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين، والتي انطلقت منذ 26 مارس الماضي ولا تزال مستمرة إلى حدود الآن. وفي ما يلي رصد لبعض هذه الحروب.

- حرب 1962-1970

عقب ثورة 26 شتنبر ضد الحكم الإمامي 1962، حاول أنصار الثورة بسط سيطرتهم على كل المحافظات اليمنية، بينما ظلت القوى المناهضة للنظام الجمهوري بقيادة شخصيات بارزة من أسرة الإمام محمد البدر الذي قامت عليه الثورة، تعمل على إسقاطها، ما فتح الباب أمام حرب استمرت 8 سنوات، كانت سجالا بين الطرفين، ولم يتمكن طرف من حسمها لصالحه، لتنتهي باتفاق رعته السعودية، يقضى بالاعتراف بالثورة والجمهورية مقابل إشراك خصوم الثورة في السلطة باستثناء بيت حميد الدين الذي كان يحكم البلد قبل الثورة.

- حرب 1963-1967

حرب اندلعت في اليمن الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني، عقب اندلاع ثورة أكتوبر 1963، واستمرت في عدد من المحافظات بين الثوار والسلطات البريطانية، إلى أن انتهت بالاتفاق على الاستقلال، ورحيل الاحتلال البريطاني في نونبر 1967.

- حرب بين شمال اليمن وجنوبه (1972)

أدت خلافات بين حكومتي الشطرين الشمالي والجنوبي، إلى نشوب مواجهات بين جيشيهما، في بعض المواقع الحدودية، لكن الوساطة العربية تدخلت قبل أن يحرز أي طرف انتصارا على الأرض.

- الحرب الشطرية الثانية (1979)

أدت خلافات سياسية بين حكومتي شطري اليمن إلى نشوب مواجهات مسلحة تمكن الجنوب من تحقيق تقدم فيها، واستطاع بإسناد مقاومة شعبية (شمالية) في المناطق الحدودية من التغلغل في المحافظات الشمالية، لكن الجهود العربية أوقفت الحرب، وأجبرت الطرفين على العودة إلى المفاوضات، وعادت القوات الجنوبية وحلفاؤها إلى الحدود السابقة.

- حرب الوحدة والانفصال (1994)

وقعت إثر خلافات متواصلة بين الرئيس السابق على عبد الله صالح، ونائبه علي سالم البيض الذي كان يتهم صالح بالاستيلاء على كل مقاليد السلطة والثورة وإقصاء شركائه في الوحدة، وهم الجنوبيون، قبل أن يكون الانتصار حليف صالح، فيما غادر البيض، اليمن مع عدد من حلفائه إلى الخارج.

- حروب صعدة الست (2004-2010)

نشبت الحرب الأولى بين نظام صالح والحوثيين، في صعدة بشكل مفاجئ، ولم يكن أحد يتصور أن مواجهات محدودة في قرية يمنية نائية ستتحول إلى حرب أخذت تتوسع يوما بعد آخر.